صوت العدالة : محمد زريوح
مدينة الناظور على موعد مع تحول اقتصادي واجتماعي كبير بفضل سلسلة من المشاريع التنموية الطموحة التي تهدف إلى تعزيز مكانتها كقطب اقتصادي واعد. خلال لقاء موسع نظمه عامل الإقليم، استعرض المدير العام لشركة “الناظور غرب المتوسط”، محمد جمال بنجلون، ملامح هذه المشاريع التي تمثل دعامة أساسية للتنمية المحلية والإقليمية. تم التركيز خلال اللقاء على مشاريع كبرى تشمل ميناء “الناظور غرب المتوسط”، مشروع الطريق السيار، ومخطط تنمية منطقة مارشيكا، التي تعكس رؤية استراتيجية شاملة تستهدف تطوير البنية التحتية وتعزيز جاذبية الإقليم للاستثمار الوطني والدولي.
ميناء “الناظور غرب المتوسط” كان محور النقاش باعتباره مشروعًا استراتيجيًا يهدف إلى وضع الناظور على الخريطة الاقتصادية العالمية. يتميز الميناء بأرصفته العميقة التي تصل إلى 18 مترًا، ما يجعله قادرًا على استقبال أكبر السفن في العالم بسعة تصل إلى 24 ألف حاوية. كما يضم أرصفة للصب بعمق 20 مترًا ومحطات للطاقة بسعة تصل إلى 25 مليون طن سنويًا. هذه الخصائص تجعل من الميناء واحدًا من أكثر الموانئ تقدمًا في المنطقة، وقادرًا على تلبية احتياجات التجارة الدولية. إلى جانب ذلك، يجري العمل حاليًا على توسيع الميناء بإضافة 850 مترًا من الأرصفة، مما سيعزز من قدرته الاستيعابية ويرفع من تنافسيته على المستويين الإقليمي والدولي.
الرؤية الملكية السامية كانت الدافع الرئيسي وراء إطلاق هذه المشاريع الطموحة. وتسعى هذه الرؤية إلى تحويل الناظور إلى مركز اقتصادي وتجاري رائد في حوض البحر الأبيض المتوسط، من خلال إنشاء منطقة حرة متكاملة تضم قطاعات صناعية وتجارية وسياحية. المشروع يأتي في سياق النجاحات التي حققها ميناء طنجة المتوسط، حيث يمثل خطوة استراتيجية لتعزيز الاقتصاد الوطني وتطوير المبادلات التجارية مع الشركاء الدوليين. هذه الجهود لاقت دعمًا واسعًا من المستثمرين الدوليين، حيث تم توقيع عدة اتفاقيات شراكة مع شركات عالمية كبرى، من بينها شركات صينية رائدة، في إشارة إلى الثقة العالمية في إمكانات المشروع.
محمد جمال بنجلون أوضح أن الميناء الجديد ليس مجرد منشأة للبنية التحتية، بل هو جزء من رؤية أوسع تهدف إلى تعزيز التنمية المستدامة في الإقليم. وأضاف أن أول سفينة ستصل إلى ميناء “الناظور غرب المتوسط” بحلول منتصف عام 2026، مع انتهاء الأشغال الأساسية والانتقال إلى مرحلة تجهيز البنية الفوقية والآليات. وأكد أن نجاح هذه المشاريع يعتمد على التكامل بين القطاعين العام والخاص، حيث أن تطوير البنية التحتية وحده لا يكفي لتحقيق الأهداف التنموية. هناك حاجة ماسة إلى الاستثمار في مجالات الصحة والتعليم والنقل لتحسين جودة الحياة وخلق بيئة ملائمة لجذب الاستثمارات وتوفير فرص عمل مستدامة.
إلى جانب ذلك، تم تسليط الضوء على مشروع الطريق السيار الذي يربط الناظور بشبكة الطرق الوطنية، مما يعزز من سهولة التنقل ويزيد من جاذبية المنطقة للاستثمار. كما تناول اللقاء مخطط تنمية منطقة مارشيكا، الذي يسعى إلى تحويل البحيرة إلى وجهة سياحية عالمية، مع الحفاظ على استدامتها البيئية. هذه المشاريع تعكس التزام السلطات المحلية والشركاء الوطنيين والدوليين بتحقيق رؤية تنموية شاملة ومتكاملة.
الناظور، بما تملكه من إمكانيات طبيعية وبشرية، في طريقها للتحول إلى قطب اقتصادي وصناعي بارز في البحر الأبيض المتوسط. المشاريع الجارية ليست مجرد استثمارات في البنية التحتية، بل هي جزء من استراتيجية أوسع تهدف إلى تعزيز مكانة الإقليم كمحرك للتنمية الاقتصادية والاجتماعية في المغرب. بفضل هذه الرؤية الطموحة والتعاون المشترك بين كافة الفاعلين، يبدو مستقبل الناظور مشرقًا ومليئًا بالفرص.