خلال جلسة الأسئلة الشفوية المنعقدة بمجلس النواب، عبّر النائب البرلماني سعيد الكورش، عضو فريق التجمع الوطني للأحرار، عن قلق عميق إزاء الوضع الصحي المتدهور بإقليم الحوز، مسلطًا الضوء على الاختلالات البنيوية التي تعاني منها المنظومة الصحية، خصوصًا في العالم القروي.
وأكد الكورش أن ساكنة الإقليم، لا سيما القروية منها، تواجه صعوبات متزايدة في الولوج إلى الخدمات الصحية الأساسية، مشيرًا إلى النقص الحاد في الموارد البشرية، من أطباء وممرضين، وغياب التجهيزات الضرورية التي من شأنها ضمان حد أدنى من التكفل الطبي اللائق.
وأضاف النائب البرلماني أن المراكز الصحية القروية تعاني من تدهور كبير، ليس فقط على مستوى البنية التحتية، بل أيضًا من حيث غياب الأدوية الأساسية وضعف التجهيزات الطبية الحيوية، ما يُفقد هذه المراكز فعاليتها ويزيد من معاناة المرضى.
كما نبه الكورش إلى أن المستشفى الإقليمي بالحوز عاجز عن استيعاب الحالات المستعجلة والمعقدة، نتيجة غياب تخصصات طبية مهمة، مما يدفع الأطر الصحية إلى توجيه المرضى نحو مستشفيات مراكش، الأمر الذي يُثقل كاهل الساكنة بتكاليف إضافية ويزيد من معاناتها في ظروف تنقل صعبة.
وفي سؤال مباشر، طالب الكورش وزير الصحة بالكشف عن مآل المستشفى المحلي لآيت أورير، الذي كان من المنتظر أن يُفتح خلال السنة الجارية، مبرزًا أن التأخر في استكمال أشغاله وفتحه يُضاعف من الضغط على باقي المؤسسات الصحية بالإقليم ويُفاقم من هشاشة العرض الصحي.
ودعا النائب البرلماني إلى تسريع وتيرة الأشغال وفتح المؤسسة في أقرب الآجال، مع توفير الأطر الطبية والتجهيزات اللازمة، بما يضمن تقريب الخدمات الصحية من المواطنين وتحسين جودة الرعاية المقدمة.
وتأتي هذه المداخلة في سياق تنامي الأصوات المطالبة بتأهيل القطاع الصحي بالمناطق الجبلية والقروية، وتحقيق العدالة المجالية في توزيع الخدمات الصحية، انسجامًا مع ورش الدولة الاجتماعية الذي أطلقه جلالة الملك محمد السادس نصره الله.