في خطوة جديدة من أجل دفع عجلة الحوار الاجتماعي داخل الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، وجهت المنظمة الديمقراطية لمستخدمي الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة رسالة إلى السيد عزيز أخنوش، رئيس الحكومة، تطالبه بالتدخل العاجل لتفعيل منشور 08/2024. هذه المراسلة جاءت بعد سلسلة من الإحباطات التي عاشها المستخدمون، نتيجة لعدم استجابة الإدارة العامة للشركة لمطالبهم وعدم فتح حوار جدي مع النقابة الأكثر تمثيلية في القطاع.
قبل مراسلة رئيس الحكومة، كانت المنظمة قد توجهت طبرسالة مماثلة إلى الوزير الوصي على قطاع الإعلام، حيث طالبت بضرورة التدخل العاجل لفتح حوار قطاعي يعالج المشاكل التي يعاني منها العاملون في الشركة. إلا أن هذه المراسلة لم تلقَ استجابة من الوزير، مما دفع النقابة إلى التصعيد و التوجه مباشرة لرئيس الحكومة.
و في ذات السياق، اتهمت النقابة المدير العام للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة بتجاهل مطالب العاملين وعدم فتح باب الحوار مع النقابة الأكثر تمثيلية، مما أدى إلى تفاقم الأوضاع داخل المؤسسة. و قد أبدت النقابة استياءها من هذا التعامل الذي وصفته بأنه يتنافى مع التزامات الإدارة بمتطلبات الحوار الاجتماعي التي تم الاتفاق عليها في إطار الحوار الوطني.
المراسلة الأخيرة الموجهة لرئيس الحكومة لم تكن مجرد دعوة للحوار، بل كانت بمثابة جرس إنذار حول تدهور أوضاع العاملين في الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة. طالبت المنظمة بضرورة تطبيق ما جاء في منشور 08/2024 المتعلق بالإجراءات اللازمة لتفعيل الحوار الاجتماعي على مستوى القطاع، و هو المنشور الذي كان يفترض أن يكون ركيزة للتفاوض بشأن تحسين ظروف العمل والأجور، إضافة إلى وضع آليات فعالة لحل النزاعات العمالية.
و أكدت المنظمة أن استمرار تجاهل الإدارة العامة لهذه المطالب لن يؤدي إلا إلى المزيد من الاحتقان داخل المؤسسة، معبرة عن أملها في أن يتدخل رئيس الحكومة بشكل مباشر لضمان تفعيل مخرجات الحوار الاجتماعي، بما في ذلك توفير آليات قانونية وإدارية لتسوية المشاكل العالقة.
تشدد النقابة على أن الحوار الاجتماعي يعتبر الآلية المثلى لحل الأزمات العمالية وتحقيق التوافق بين الإدارة والعاملين، داعية إلى ضرورة الالتزام بمضامين الاتفاقيات التي تم التوصل إليها في الإطار الوطني. كما دعت إلى ضرورة تحسين مناخ العمل وضمان حقوق العاملين، بما يضمن تحقيق الاستقرار الوظيفي وتحسين أداء الشركة الوطنية للإذاعة و التلفزة.
تأتي هذه المراسلة بعد سلسلة من المحاولات التي بذلتها النقابة لدفع الإدارة العامة إلى فتح حوار جدي وشامل، دون أن تلقى استجابة ملموسة. وعلى الرغم من أن النقابة ما زالت تأمل في تدخل رئيس الحكومة لضمان تفعيل الحوار الاجتماعي، فإن استمرار هذا التجاهل قد يؤدي إلى تصعيد أكبر من قبل العاملين في الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، مما قد يؤثر على سير العمل داخل المؤسسة الإعلامية الوطنية.
