الرئيسية آراء وأقلام الملك محمد السادس …وانتظارات الشعب

الملك محمد السادس …وانتظارات الشعب

ROIMEDVI 1 793051896.jpg
كتبه كتب في 28 يوليو، 2019 - 11:29 مساءً

عصام العباري

يحتفل المغاربة ككل سنة في 30من شهر يوليو بذكرى عيد العرش ، التي تجسد لحظة تربع الملك محمد السادس على عرش اسلافه ، محطة عرفت في ظل حكم الملك محمد السادس محطة لتقييم السياسات وتجديد العهد والولاء بين الملك والشعب ، ورسم استراتيجية السنة المقبلة ، خلافا لما كان يرتبط بهذه الذكرى في عهد الراحل الحسن الثاني من مظاهر للاحتفال فقط

ويخص الملك في هذا اليوم شعبه بخطاب رسمي ، يتناول فيه اهم القضايا التي رسمت المشهد خلال السنة ، وقد عرفت الخطب الملكية الاخيرة في عهد الملك محمد السادس بصمة خاصة ، من خلال تقديم النقد اللاذع للسياسة الحكومية ، واعطاء تعليماته باتخاذ المتعين في كثير من القضايا ، متجاوزا حد الانتقاد الى اقتراح مشاريع استراتيجية تنموية

وتتميز ذكرى هذه السنة ، بميزة خاصة ، اولا فهي تلخص عشرين سنة من حكم الملك محمد السادس ، وثانيا فهي تأتي في سياق يعرف الكثير من التقلبات السياسية و الدولية والاقليمية وحتى الوطنية

وقد اجتهد ككل سنةالخبراء والمحللون، في احصاء اهم المحطات والتغيرات التي عرفها المغرب في كل سنة ، لكن ما يلاحظ انها محاولة لرسم الوجه المشرق للانجازات دون القدرة على الوقوف على مكامن الخلل ، وانتقاد فشل بعض الاصلاحات والمشاريع التي مازال المغرب يقف عاجزا عن تجاوز عقباتها دون القدرة على جني ثمار الاستراتيجيات او يحقق من الاهداف شيء

وتكشف بعض مقالات ومداخلات هؤلاء المحللين مقارنة بالخطب الملكية ، نقصا كبيرا في الكشف عن مكامن الخلل ،وضعف في القدرة عن الكلام مخافة تاويله باعتباره استهدافا لانجازات الدولة ورئيسها ، ليبقى الحل هو انتظار الخطاب الملكي الذي يحدد تفاصيل هذا الخلل بكل دقة، ويعطي انطلاقة جديدة للسياسات المتخذة

انتظارات المواطنين كبيرة من الخطاب الملكي لهذه السنة، تتجاوز سقف الانتقاد للسياسات الحكومية ، الى المطالبة بزالزال تنموي يغير وجه المغرب في السنوات القادمة ، في ظل التخبط والعجز الحكومي ، الذي افقد المغاربة الثقة في السياسة ورجالاتها

ويبقى ملف التعليم الذي يعد من اكبر الملفات التي تجسد الاخفاقات الحكومية ، من اكبر الرهانات التي يراهن عليها الشعب المغربي لتحقيق خطوة بشانها ، الى جانب قطاع الصحة الذي فقدت الحكومة البوصلة في تدبير شؤونه ، وذلك بشهادة وزراء الحكومة نفسها

انتقاد شعبي ووزاري لهذا القطاع الذي مازال يعاني افتقارا في تقديم الخدمة العمومية بمواصفات الكرامة ، ويعاني اشد معاناة من ضعف الاطر الطبية والبنيات التحتية التي وإن عرفت تحسنا، لكنه تحسن دون بوصلة ، بنيات تحتية في ظل ضعف الموارد البشرية والنتيجة ، “صب المال في الرمل”

كما ان الامال كبيرة ..فى خطاب تصالحي ، ينهي معاناة اسر المعتقلين في ملف الريف ، في ظل خطوات محمودة في هذا الملف

ويبقى وجه الديمقراطية وحقوق الانسان في اي بلد مرتبط بمدى تطور الالة الاعلامية فيه ، فالجسم الاعلامي يحلم يوما ما بان يخصص رئيس الدولة خطابا ، يخرج هذا القطاع من القطب المتجمد (القطب العمومي) الى هواء الحرية واستقلالية المؤسسة الاعلامية ، خارج حبال التحكم

ويرى المتتبعون للشان الاعلامي ان الدولة في امس الحاجة لتقوية الواجهة الاعلامية ،لزرع الثقة في المشهد السياسي ، واعطاء المصداقية لشعارات حقوق الانسان ، وعناوين المسؤولية والمحاسبة ، وتقوية الذراع الاعلامية للدولة لمواجهة ضربات الخصوم ، التي نستجدي اليوم بالمنابر الاعلامية الاجنبية للرد على تراهاتهم وافتراءاتهم

مشاركة