في سياق دينامية النهوض بالقطاع الفلاحي وتأهيل سلاسل الإنتاج الحيواني، شارك المكتب الوطني للاستشارة الفلاحية بفعالية بارزة في النسخة الخامسة عشرة من المعرض الجهوي للماعز بمدينة شفشاون، التي افتُتحت يوم الثلاثاء 24 يونيو 2025، بحضور رسمي تقدمه وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات السيد أحمد البواري، إلى جانب عامل إقليم شفشاون السيد محمد علمي ودان، وعدد من المسؤولين القطاعيين والمهنيين.
وقد شكلت هذه التظاهرة الفلاحية مناسبة لترجمة التزام المكتب الوطني للاستشارة الفلاحية بخدمة التنمية القروية وتثمين الفلاحة التضامنية، من خلال توقيع اتفاقية إطار مع عمالة إقليم شفشاون والمديرية الإقليمية للفلاحة، تروم تأطير وتكوين أعضاء الجماعات السلالية بالإقليم في مجال إعداد وتنفيذ المشاريع الفلاحية، وفق مقاربة تشاركية ومرتكزة على تعبئة الإمكانيات المحلية. هذا التوجه يعكس الإرادة المؤسسية في مرافقة الفلاحين بشكل مستدام وتمكينهم من آليات التخطيط والتدبير العصري، انسجاما مع أهداف الجيل الأخضر.
خلال زيارة الوفد الرسمي لأروقة المعرض، حظي رواق الاستشارة الفلاحية باهتمام خاص، حيث قدّمت المديرة الجهوية للاستشارة الفلاحية بجهة طنجة تطوان الحسيمة شروحات دقيقة حول الخدمات التي سيوفرها الفضاء طيلة أيام المعرض. وتم إبراز الأدوار المتعددة للشبابيك الموضوعاتية، خصوصا الشباك الموجه للمقاولين الفلاحيين الشباب، الذي يعنى بالتوجيه والمواكبة في مجالات الدعم، التمويل، والتكوين، وكذا الشباك المتخصص في مواكبة سلاسل الإنتاج، الذي يركّز هذه السنة على سلسلة الماعز لما لها من أهمية اقتصادية واجتماعية في النسيج القروي بالجهة.
ومن جهة أخرى، استعرضت المديرة الجهوية منصة “أرضنا” الرقمية، التي تشكل إحدى أدوات التحول الرقمي للمكتب، ووسيلة لتيسير التواصل الفعال بين الفلاحين والمستشارين، من خلال خدمات تفاعلية تمكّن المستفيدين من التوجيه والمواكبة عن بعد.
وانسجاما مع أهداف المعرض في تعزيز التعلم الميداني، أشرف المكتب على إعداد برنامج زيارات لفائدة 180 مربيا ومربية من مختلف أقاليم الجهة، ستمثل النساء منهم نسبة 30 في المائة، وذلك بهدف تمكينهم من الاطلاع المباشر على التقنيات الحديثة وأفضل الممارسات في مجال تربية الماعز، وتحفيزهم على اعتماد مقاربات جديدة في الإنتاج والتسويق. كما برمج المكتب حصصا تطبيقية سيؤطرها مستشاروه الفلاحيون لفائدة المهنيين المحليين، بهدف نقل الخبرة الميدانية وتطوير كفاءاتهم اليومية.
ويؤكد المكتب الوطني للاستشارة الفلاحية، من خلال مشاركته النوعية، التزامه المتواصل بدعم الفلاحين ومواكبتهم عن قرب، وبناء فلاحة قروية مستدامة، تقوم على الابتكار والتمكين والتكامل بين مختلف الفاعلين. ويأتي هذا الانخراط في سياق ترجمة التوجهات الوطنية الرامية إلى تثمين سلاسل الإنتاج، وتقوية قدرات الفلاحين، وتكريس أدوار الاستشارة الفلاحية كقاطرة أساسية للتنمية المجالية والتوازن الاجتماعي في العالم القروي.
