في خطوة إنسانية لافتة، تمكنت وكالة بيت مال القدس الشريف، التابعة للجنة القدس التي يرأسها الملك محمد السادس، من توزيع 500 سلة غذائية على أسر فلسطينية داخل قطاع غزة يوم الأربعاء 11 يونيو 2025، في وقت يشهد فيه القطاع ظروفًا إنسانية صعبة بسبب الحصار المتواصل وتداعيات العمليات العسكرية.
وجرى توزيع هذه المساعدات عبر جمعية فلسطينية محلية موثوقة، ضمن برنامج إغاثي هادئ وبعيد عن الأضواء، تحت إشراف مباشر من الجهات المغربية المعنية، وذلك في إطار المقاربة المغربية المتواصلة لدعم القدس وفلسطين ميدانيًا، بعيدًا عن المزايدات السياسية أو الإعلامية.
تضامن عملي بعيد عن الاستعراض
مصادر ميدانية داخل غزة أفادت بأن عملية التوزيع تمت بسلاسة وبحضور فرق ميدانية فلسطينية، ركزت على الوصول إلى الفئات الأكثر تضررًا، دون تغطية إعلامية استعراضية أو شعارات سياسية. ويأتي هذا التحرك ضمن سلسلة مبادرات إنسانية مغربية في الأراضي الفلسطينية، ما يعكس طابعًا عمليًا وإنسانيًا لدعم المغرب للقضية الفلسطينية.
في المقابل.. تعثر قافلة “الصمود”
في الوقت ذاته، لا تزال قافلة “الصمود”، التي انطلقت من تونس بمشاركة نشطاء وممثلين من عدة دول مغاربية، تجوب الأراضي الصحراوية، دون أن تتمكن حتى الآن من دخول الأراضي الفلسطينية أو الوصول إلى معبر رفح المصري.
ورغم الزخم الإعلامي الذي رافق انطلاق القافلة، إلا أن رحلتها اصطدمت بجملة من العقبات، أبرزها إجراءات العبور البيروقراطية، وتعدد الجهات المنظمة، إلى جانب ما وصفه مراقبون بـ”التوظيف السياسي غير المنسجم مع الهدف الإنساني المعلن”.
وأثار تداول صورة من القافلة تظهر خريطة للمغرب مبتورة من أقاليمه الجنوبية جدلًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث عبر مغاربة عن استيائهم من هذا الخطأ، مطالبين القائمين على القافلة بتوضيح موقفهم من وحدة التراب المغربي.
أسئلة مشروعة حول الأجندات
وتُطرح تساؤلات في الأوساط المغاربية حول ما إذا كانت بعض التحركات الرمزية، مثل قافلة “الصمود”، تنطلق من أهداف إنسانية بحتة، أم أنها تتداخل مع حسابات سياسية وإقليمية ضيقة، خصوصًا في ظل توتر علاقات بعض الدول المغاربية بشأن ملفات حساسة، على رأسها قضية الصحراء المغربية.
وبحسب معلقين، فإن المقاربة المغربية، التي تركز على الدعم المباشر الميداني دون الاصطدام بحسابات إقليمية أو رسائل سياسية مستفزة، تعكس نضجًا دبلوماسيًا وإنسانيًا يتماشى مع خصوصية الوضع في غزة، ويمنح الأولوية لمصلحة الشعب الفلسطيني بعيدًا عن الصراعات الجانبية.
دعم مغربي متواصل
تجدر الإشارة إلى أن المغرب، عبر وكالة بيت مال القدس الشريف، دأب على إطلاق مبادرات إنسانية وتنموية في القدس وغزة، شملت التعليم والصحة والإسكان، في إطار سياسة تراعي خصوصية الملف الفلسطيني، وتحظى بتقدير رسمي وشعبي داخل الأراضي المحتلة.