يواصل المغرب خلال سنة 2025 ترسيخ مكانته كإحدى أبرز الوجهات السياحية الصاعدة على الصعيدين الإقليمي والدولي، بعدما تمكن من جذب 16.6 مليون سائح إلى غاية متم أكتوبر، في أداء غير مسبوق يعكس التحول النوعي الذي يشهده القطاع منذ إطلاق خارطة الطريق الجديدة للسياحة سنة 2023.
فالأرقام التي أعلنت عنها وزيرة السياحة فاطمة الزهراء عمور بالدار البيضاء تؤكد أن المغرب يسير بخطى ثابتة نحو تحقيق رقم قياسي جديد مع نهاية السنة الجارية، إذ لم يعد يفصله سوى 800 ألف سائح فقط عن تجاوز حصيلة 2024، التي بلغت 17.4 مليون زائر.
ويرتقب أن يتخطى عدد الوافدين عتبة 19.9 مليون سائح مع نهاية دجنبر المقبل، اعتماداً على مؤشرات شهري نوفمبر ودجنبر اللذين يشهدان عادة انتعاشاً بفضل عطلة نهاية السنة.
هذا الأداء اللافت، الذي سجل نموّاً بـ14 في المائة مقارنة بسنة 2024، يعزى إلى تضافر مجموعة من العوامل، من أبرزها تحسين البنية التحتية السياحية، وإحداث أكثر من 43 ألف سرير جديد خلال العامين الأخيرين، إضافة إلى تعزيز الربط الجوي وتنوع العروض الثقافية والترفيهية التي جعلت من المغرب وجهة مفضلة للسياح الأجانب ومغاربة العالم على حد سواء.
كما يعكس هذا النمو المتسارع الثقة المتزايدة للمستثمرين المحليين والأجانب في سوق السياحة المغربية، وهو ما تجسد في توقيع شراكات استراتيجية، من بينها اتفاقية التعاون الأخيرة بين مجموعة “أليانس” و”فنادق ريكسوس”، الهادفة إلى تطوير وحدات فندقية فاخرة بالمملكة.
وبحسب تصنيف منظمة الأمم المتحدة للسياحة، بات المغرب ضمن أكثر 20 وجهة دينامية في العالم، محتلاً المرتبة 13 عالمياً، وهو موقع يعزز الطموح الوطني لرفع عدد الزوار إلى 26 مليون سائح في أفق 2030، تماشياً مع أهداف النموذج التنموي الجديد.
إنّ ما يحققه القطاع السياحي اليوم ليس مجرد انتعاش ظرفي، بل هو تحول استراتيجي يعكس رؤية استباقية تراهن على السياحة كرافعة للتنمية الاقتصادية وتثمين الهوية الثقافية للمملكة، لتواصل بذلك ريادتها الإفريقية وتخطو بثقة نحو العالمية.
