الرئيسية أحداث المجتمع المغرب يطوي صفحة النزاع.. وخطاب ملكي يؤرخ لبداية عهد جديد.

المغرب يطوي صفحة النزاع.. وخطاب ملكي يؤرخ لبداية عهد جديد.

IMG 20251031 WA0089
كتبه كتب في 31 أكتوبر، 2025 - 9:24 مساءً

صوت العدالة – الرباط

في يوم تاريخي سيظل محفوراً في ذاكرة المغاربة، أعلن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة عن تصويت تاريخي يؤكد سيادة المملكة المغربية الكاملة على أقاليمها الجنوبية ويضع حداً لنزاع دام نصف قرن من الزمن، حيث صوتت أغلبية الدول الأعضاء لصالح القرار الداعم لمبادرة الحكم الذاتي التي تقدم بها المغرب باعتبارها الحل الوحيد الواقعي والنهائي لهذا الملف، لتبدأ المملكة عهداً جديداً من البناء والتوحيد تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك محمد السادس نصره الله. جاء هذا القرار الأممي تتويجاً لمسار طويل من التضحيات والعمل الدبلوماسي الهادئ الذي قاده جلالة الملك بحكمة وتبصّر، واضعاً مصلحة الوطن فوق كل اعتبار ومؤمناً بأن المغرب لا يمكن أن يُهزم في قضية يعتبرها وجودية تتعلق بوحدته الترابية وهويته التاريخية، ليُثبت للعالم أن من يسير بثقة وثبات نحو الحق لا بد أن ينتصر. ومباشرة بعد صدور القرار، وجه جلالة الملك خطاباً سامياً إلى الأمة عبّر فيه عن الفرحة الجماعية بهذا الإنجاز التاريخي قائلاً إن المغرب يفتح اليوم، بعون الله وتوفيقه، فتحاً جديداً في مسار ترسيخ مغربية الصحراء والطي النهائي لهذا النزاع المفتعل في إطار حل توافقي يقوم على الحكم الذاتي، مؤكداً أن ما بعد 31 أكتوبر 2025 لن يكون كما قبله، وأن المغرب يدخل اليوم مرحلة جديدة من تاريخه عنوانها الوحدة والكرامة والسيادة. الخطاب الملكي، الذي جاء بعبارات مؤثرة ومفعمة بالفخر، جسّد مشاعر كل مغربي يرى في هذا القرار انتصاراً لوطنه ولثوابته، فقد قال جلالته بوضوح حان وقت المغرب الموحد من طنجة إلى الكويرة الذي لن يساوم ولن يُساوَم على حقوقه وحدوده التاريخية، وهي رسالة قوية للعالم وللخصوم بأن المغرب لا يقبل المساومة في ترابه وأن عهد الغموض قد انتهى. لقد استطاع جلالة الملك بحكمته ورؤيته البعيدة أن يحوّل هذا الملف من نزاع إقليمي إلى قصة نجاح دبلوماسية تُدرّس في المحافل الدولية، حيث اعتمد المغرب على الشرعية الدولية وعلى الدبلوماسية الهادئة وعلى التنمية الميدانية في الأقاليم الجنوبية، فبينما كانت بعض الأطراف تراهن على التوتر، كان المغرب يراهن على البناء، على الموانئ والطرق والطاقة والتعليم والكرامة الإنسانية، فكان من الطبيعي أن يتوّج هذا العمل المتراكم باعتراف دولي نهائي. كما لا يمكن إغفال أن هذا النصر هو ثمرة التلاحم بين الملك والشعب، فكل مغربي ساهم بصمته وصبره وثقته في تحقيق هذا اليوم الذي حلم به الأجداد ودافع عنه الآباء، واليوم يُسلم الراية جيل إلى آخر ليكمل المسار نفسه تحت راية واحدة وشعار واحد: الله، الوطن، الملك. إن المغرب بعد هذا القرار ليس هو المغرب قبله، فهو اليوم قوة إقليمية صاعدة بثقة واعتزاز، تمتلك شرعية سياسية ومشروعية تاريخية وتقدير عالمي غير مسبوق، وكل ذلك بفضل القيادة المتبصّرة لجلالة الملك محمد السادس الذي اختار طريق الحكمة بدل الحرب، والإقناع بدل الصدام، والواقعية بدل الشعارات. ومن هنا، فإن كل كلمات الشكر والامتنان لا تفي جلالته حقه، فهو الملك الذي صبر وانتظر، بنى وعمّر، خطط ونجح، دافع عن كل شبر من تراب الوطن بالكلمة والموقف والرؤية. إن هذا اليوم، 31 أكتوبر 2025، يمثل لحظة ميلاد مغرب جديد، مغرب موحّد من طنجة إلى الكويرة، مغرب يرفع رايته عالية أمام العالم، ويقول بثقة: انتهى زمن الشك، وجاء زمن النصر. عاشت المملكة المغربية، عاش الملك محمد السادس نصره الله، وحفظ الله هذا الوطن العزيز في ظل قيادته الحكيمة إلى مزيد من الرفعة والعزة والمجد.
بقلم : الأستاذ علاء الكداوي

مشاركة