بقلم عبد السلام اسريفي
مع الثورة الكبيرة في البنيات التحتية الرياضية والتطور المتسارع للقطاعات الموازية، أصبح المغرب اليوم المنافس الأبرز لقطر في استضافة وتنظيم التظاهرات الرياضية الإقليمية والدولية. هذا التنافس الاستراتيجي يضع كرة القدم في قلب فرص الاستثمار قبل أن تكون مجرد منافسة أو ترفيه.
المغرب شهد نهضة كروية استثنائية: المنتخب الوطني الأول يحتل المركز الرابع عالميًا، منتخب اقل من 20 سنة بطل العالم، منتخب أقل من 17 سنة في المركز الرابع عالميًا، المنتخب الأولمبي وصيف البطل، والبطولة المحلية تتوج بالألقاب الأفريقية، فيما جميع المنتخبات الوطنية بما فيها السيدات تصل إلى النهائيات أو تحقق المراتب المتقدمة. هذه الإنجازات تجعل المغرب محطة رياضية لا يمكن تجاهلها على المستوى العالمي.
الاستثمار الرياضي في المغرب أصبح حقيقيًا وجاذبًا، لا سيما للمنظمين الأوروبيين، الذين يجدون في قرب المغرب الجغرافي وحداثة ملاعبه بديلًا مثاليًا عن دول الخليج لاستضافة البطولات، النهائيات، أو حتى التربصات التدريبية. هذا المزيج بين الكفاءة التنظيمية، البنية التحتية المتطورة، والنجاحات الرياضية يعزز مكانة المغرب كـ وجهة عالمية للاستثمار الرياضي والاحتراف الكروي.
إن الديناميكية الحالية ليست مجرد إنجازات رياضية، بل استراتيجية شاملة لتسويق المغرب عالميًا كمركز رياضي متقدم، قادر على جذب المستثمرين، وتطوير كرة القدم، وخلق بيئة تنافسية تحقق الاستفادة الاقتصادية والاجتماعية على حد سواء. المغرب اليوم ليس مجرد مضيف للبطولات، بل شريك عالمي في صناعة الرياضة والفرص الاستثمارية المرتبطة بها.
