الاستاذ خالد الذهبي محام بهيئة الدار البيضاء
باحث في القانون العام
دير الخير و نساه فعلا المغرب كان حاضرا انسانيا من خلال السماح للاجئين السوريين الدخول للاراضي المغربية بعد ان منعهم الكابرنات في الجزاير ; اضافة الى اكبر مخيم بناه المغرب يتوفر على اكبر طاقم طيي. و وجود المستشفى العسكري في مخيم الزعتري انخراط المملكة المغربية القوي، تحت قيادة الملك محمد السادس، في خدمة العمل الإنساني. كما يعكس التزام المغرب بمساعدة اللاجئين السوريين وتلبية احتياجاتهم من الأدوية وكان العمل بالمستشفى قد انطلق في غشت من سنة 2012 كجزء من المساعدة الإنسانية الممنوحة من المغرب، بناءً على تعليمات من الملك محمد السادس، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، لصالح اللاجئين السوريين . وقد تم تعزيز المستشفى الميداني بوحدات عديدة بسعة لا تقل عن 60 سريرًا وطاقم مكون من 125 مديرًا طبيًا، بما في ذلك 27 طبيبًا عسكريًا مع حوالي عشرين تخصصًا طبيا: الطب العام، الطب الباطني، أمراض القلب، أمراض الرئة، الأمراض الجلدية، طب الأطفال والطب النفسي… إضافة إلى التخصصات الجراحية: جراحة البطن، وجراحة العظام والرضوض، وأمراض النساء والتوليد، وطب الأنف والأذن والحنجرة، وطب الأسنان، وطب العيون، وجراحة الأعصاب والجراحة الترميمية والتجميلية، والتخصصات في الأشعة وعلم الأحياء. وفي أكتوبر من سنة 2012، قام الملك محمد السادس، مرفوقا بالأمير مولاي رشيد، بزيارة للمستشفى، حيث قدم للمدير الطبي تبرعا من طرف مؤسسة محمد الخامس، شمل 6000 بطانية (5000 منها مخصصة لكبار السن و1000 للرضع والأطفال)، و7 حاضنات للمواليد و1000 وحدة من المعدات الطبية والوقائية للرضع. قيام المغرب بالدور الانساني للشعب السوري الشقيق و الذي عاش محنة عصيبة لمدة تجاوزت 12 سنة من حرب داخلية جربت فيها مختلف انواع الاسلحة من قبل الشركات الدولية . اسلحة روسيا و ايران و اسلحة امريكا و و ، و لم يكن المغرب يهدف من هذه المساعدات الحصول على منفعة مادية او معنوية من المنتظم الدولي او من حزب البعث الحاكم الذي ضل موقفه اتجاه القضية الوطنية المغربية معاديا متناسيا دور المغرب في حرب الجولان . خاضت التجريدة معارك مشرّفة في مدينة القنيطرة وجبل الشيخ، ونجحت في التقدّم نحو مرتفعات الجولان. وكبّدت قوات العدو الصهيوني خسائر فادحة في الأرواح والعتاد. وتمكّنت من إحباط خططه في التقدّم داخل الأراضي السورية. غير أن ما حققه الجنود المغاربة على الأرض كان بحاجةٍ لغطاءٍ جويٍّ من الطيران الحربي السوري. لكن شيئاً من ذلك لم يقع، لأسباب لا تزال غير مفهومة. وقد أتاح ذلك للقوات الإسرائيلية استعادةَ المبادرة ومحاصرة التجريدة المغربية التي فقدت في غضون ذلك عدداً كبيراً من أفرادها، أبرزهم العقيد عبد القادر العلّام الذي استشهد في غارة إسرائيلية على أحد المواقع. ولولا تدخّل وحدات عراقية لفكّ الحصار عن الجنود المغاربة لكانت الخسائر أفدح في صفوفهم، ذلك أن تراجع القوات السورية وانسحابها من خطّ المواجهة بشكلٍ مفاجئ وغير مبرّر مكَّنا القوات الإسرائيلية من إعادة رصّ صفوفها والاحتفاظ بمعظم أجزاء هضبة الجولان، على الرغم من تضحيات الجنود السوريين والمغاربة والعراقيين والأردنيين والسعوديين. لم يكن ما حدث للتجريدة المغربية، وغيرها من القوات العربية الأخرى، على الجبهة السورية، بعيداً عن الحسابات السياسية الإقليمية والدولية التي حكمت على حرب أكتوبر، منذ بدايتها، بأن تكون محدودةً لا حرب تحرير شاملة للأراضي العربية المحتلة. لكن، على الرغم من المآل الذي انتهت إليه المواجهات على الجبهتين السورية والمصرية، يحتفظ أرشيف تقاريرَ حربيةٍ ومراسلاتٍ صحافيةٍ، آنذاك، ببعض ما كتب عن شجاعة الجنود المغاربة وبطولاتهم وتضحياتهم مثل أشقّائهم في القوات العربية الأخرى التي شاركت في الحرب. وتكريماً لهم أطلق اسم ”التجريدة المغربية” على إحدى ساحات العاصمة السورية. وخلّدها الأدب المغربي برواية ”رفقةُ السلاح والقمر” (1976) للكاتب مبارك ربيع. تقول رواية تاريخية سردها الباحث في تاريخ المغرب لحسن لعسيبي، «إن المغرب أدى فاتورة مثقلة بالخسائر البشرية والمادية، حيث قتل أزيد من 170 جندي مغربي في جبل العرب السويداء»، وقيل إن «لواء التجريدة المغربية» قد تمت إبادته بالكامل على يد دروز سوريا بالشمال وليس على يد الجيش الإسرائيلي. وقيل أيضا إن مؤامرة قد حيكت من أجل القضاء على جنود أشاوس لكنهم لا يعرفون طبيعة المكان الذين يقاتلون من أجله إلى جانب وحدات عراقية ساعدت المغاربة على تحرير جبل الشيخ. وعلل الخبير العسكري محمد لومة في شهاداته على المعركة، سقوط الجنود المعاركة تباعا في الجولان، بـ «الفرق الشاسع بين المؤسسة العسكرية المغربية ونظيرتها السورية، بحيث إن الأداء العسكري لجيش مغربي ينهج العقيدة الفرنسية، سيكون ضعيفا جدا حينما سيتعامل مع نظير له يعتمد العقيدة السوفياتية كالجيش السوري». مات العلام في ساحة المعركة، وعثر في جيبه على مصحف كريم رافقه أثناء الحصار وهو يمني النفس بالفرج، قبل أن ينهي القصف حياته، ويتقرر دفنه في مقبرة بمدينة القنيطرة السورية وتحديدا في قرية سيتى زينب السور. ولقد حظي قبر العلام وغيره من شهداء الجولان بزيارة الملكين الحسن الثاني ومحمد السادس، الذي كتب في سجل المقبرة: «أترحم بخشوع على أرواح شهدائنا الأبرار في معركة الجولان». كما يقول الباحث حمادي الغاري اعترافا بأدائه البطولي في الميدان العسكري، ولتاريخه الرياضي كلاعب في صفوف فريق اتحاد سيدي قاسم، أطلق اسمه على الملعب البلدي بالمدينة، وعلى مدرسة كرة القدم، ومرافق أخرى. لكن للاسف ضل نظام الاسد الاب و الابن يكن عداوة للوحدة الترابية المغربية ، ففي الشهور الاخيرة مقرب من نظام سوريا يغازل البوليساريو .. و في اطار البحث عن االشهرة .استغل عمر رحمون، المتحدث باسم المصالحة السورية والمقرب من نظام بشار الأسد، واقعة الإعلامي المغربي عبد الصمد ناصر للتأكيد على موقف بلاده من الاعتراف بجبهة البوليساريو. رحمون اعتبر، في تغريدة له على حسابه الشخصي بـ”تويتر”، أن “سوريا تعترف بالبوليساريو”؛ وذلك في رده على الانتقادات التي طالته بعد ” تأييده لقرار الطرد التعسفي في حق الصحافي المغربي عبد الصمد ناصر”. ويعد رحمون أحد “أصوات نظام الأسد بسوريا، إذ ينشر دعاياته عبر مداخلاته ببعض القنوات الإخبارية ويدعو إلى التطبيع مع استمرار النظام في الحكم، كما يطالب السوريين بالعودة إلى بلادهم والتخلي عن حلم الثورة”. ويعد هذا التصريح من أحد مقربي نظام الأسد إضافة جديدة لـ”الشكوك” التي تحوم حول نية النظام السوري من قضية الصحراء المغربية، وذلك بعد عودته بشكل رسمي إلى الحضن العربي، بعدما علق مقعده بالجامعة العربية . حفيظ الزهري، المحلل السياسي، قال إن “النظام السوري معروف بقربه من بعض الأنظمة الدكتاتورية بالعالم، وخاصة النظام الجزائري، ولا يخفي دعمه لها، وتغريدة رحمون تأتي في سياق العلاقات التي تربط الجزائر بسوريا”. وأضاف الزهري، في تصريح لهسبريس، أن “رحمون يبحث عن بروز اسمه من خلال مثل هاته التغريدات؛ فغياب تأثير له على في سياسة سوريا على الرغم من قربه من الأسد، يدفعه إلى استغلال كل القضايا الممكنة من أجل البروز، وهو ما حدث مع واقعة عبد الصمد ناصر”. وتابع المحلل السياسي عينه أن “مثل هاته التغريدات لا يمكن أن يكون لها وقع على المجريات التي تحدث في أرضية الواقع، إذ تواصل السعودية جهودها الحسنة في تحييد الموقف السوري من قضية الصحراء بما ينسجم مع التوجه العربي الذي يدعم السيادة المغربية”. وخلص المتحدث ذاته إلى أن “سوريا لم توضح موقفها من قضية الصحراء المغربية إلى حدود الساعة. ومن المرتقب أن يظهر ذلك في إطار المفاوضات التي تقودها السعودية باسم الدول العربية، وتصريحات رحمون لا محل لها من الإعراب في ظل هاته المتغيرات”. شدد هشام معتضد، الخبير في الشؤون السياسية والاستراتيجية، على أن “تصريحات رحمون تلزمه شخصيا، كما تعبر إلى حد ما عن الضبابية السياسية التي يتخبط فيها القرار السياسي في سوريا بخصوص العديد من القضايا المتعلقة بمواقف سوريا الخارجية؛ وهو ما يؤثر على صورة سوريا ويجعلها هشة على المستويين الإقليمي والدولي”. وأضاف معتضد، في حديث لهسبريس، أن “موقف سوريا الرسمي من قضية الصحراء المغربية، خاصة بعد رجوعها إلى حضن الجامعة العربية، يبقى غير واضح. كما أن القيادة في دمشق فضلت دبلوماسية الصمت، وعدم تبني موقف رسمي واضح إلى حدود الساعة”؛ وهو الأمر الذي “ينعكس سلبا على إحراز أي انفراج سياسي ودبلوماسي ثنائي في العلاقات بين المغرب وسوريا، رغم قبول الرباط رجوع دمشق تحت المظلة العربية دون شروط مسبقة”، وفق الخبير ذاته. فالدبلوماسية الرسمية المغربية لا تأخذ بعين الاعتبار التصريحات الموازية أو المواقف الشخصية من أجل بناء مواقف سياسية اتجاه الفاعلين الدوليين”، أكد الخبير في الشؤون السياسية والاستراتيجية ذاته، قبل أن يستدرك قائلا إن “المغرب يؤمن بالعمل المؤسساتي والقنوات الرسمية لتحديد توجهات الدول ومواقفهم السياسية اتجاه القضايا المغربية. واستطرد المتحدث عينه أن “السلطات السورية واعية تماما بمكانة ملف الصحراء المغربية في الرؤية الدبلوماسية للرباط على المستويين الإقليمي والدولي، وموقف سوريا من هذا النزاع المفتعل هو وحدة القياس الرئيسية في تحديد نوعية العلاقة التي ستأطر المعاملات الدبلوماسية والاستراتيجية بين الرباط ودمشق”. “الرباط تأخذ بعين الاعتبار طبيعة الساحة السياسية الداخلية السورية، والتضارب الفكري والإيديولوجي الداخلي بين مختلف المكونات السورية،.