صوت العدالة – عبد السلام اسريفي
على بعد 90 كلم من الرباط،توجد قرية صغيرة مهمشة لدرجة الموت،الأمر يتعلق بجماعة المعازيز التابعة ترابيا لاقليم الخميسات،جماعة تنعدم فيها كل أشكال الحياة الضرورية،حتى الماء تحرم منه الساكنة لمدة قد تتجاوز العشرين يوما.
وفي جولة قصيرة حول المركز،تواجهك روائح كريهة تنبعث من مياه الصرف الصحي التي تتجول بين الأزقة والشوارع وحتى على الطريق العمومي،الذي تتوسطه حفر كبيرة وكثيرة وتغمره الأتربة ويغلفه الغبار الكثيف.
لا شيء يذكر بهذه الجماعة،تهميش خطير،إقصاء ممنهج،تعليم هش،صحة في خبر كان بعد توقف الأشعال بالمركز الصحي،وعدم تسوية الوضعية القانونية لسيارة الاسعاف الجديدة،ما يضطر معه السكان الانتقال الى المستشفى الاقليمي للخميسات ،الذي بدوره يعاني خصاص مهول في كل شيء،انتشار البناء العشوائي في انتظار تصميم التهيئة ،بطالة مهولة رغم وجود امكانيات مهمة بالاقليم،كانوا أبناء زمور أولى بها،توقف أشغال تأهيل المركز في ظروف غامضة،انتشار ظواهر خطيرة بالجماعة والمنطقة،تجارة المخدرات،الكحول،…التشرد،التسول …ما يعرض حياة المواطن للخطر .
السؤال الذي تطرحه الساكنة،هو أين موقع المسؤولين بالجماعة من كل هذا؟ ماذا فعل المجلس المنتخب ورئيسه حيال هذه القضايا؟ لماذا توقفت أشغال تأهيل المركز؟هل هناك جهات تضغط من أجل قتل الجماعة وتهميشها بهذا الشكل؟ ما الفائدة من وجود مجلس جماعي إذا كان السكان سيعيشون الهشاشة والاقصاء ولا يجدون حتى الماء الصالح للشرب؟ ما موقف المجلس الاقليمي حامل مشروع تأهيل المركز من هذا التوقف الغير المبرر؟ ما موقف عامل الاقليم من الفوضى التي تعرفها هذه الجماعة والمنطقة؟ ألم يقدم رئيس المجلس الاقليمي وعودا لساكنة الاقليم بحل كل المشاكل العالقة؟ ماذا تقول المندوبية الاقليمية للصحة بالخميسات في توقف الأشغال بالمركز الصحي؟ أليس من حق أطفال المعازيز في ملاعب القرب؟ ماذا سيخسر رئيس مجلس المعازيز،إن هو نفذ وعوده للساكنة ؟ أليس من حق الجماعات الضعيفة كالمعازيز وغيرها الاستفادة من خيرات الاقليم؟…..؟
هي أسئلة كثيرة يمكن طرحها ونحن نقاوم الغبار المنتشر قرب مدار المركز،والجواب دائما صمت خطير يخيم على الجماعة وكأنها قرية مهجورة ،لا حياة بها يقول جمعوي بالجماعة ،الذي أضاف ” المعازيز قرية مهجورة،لا مرافق ولا عمل،ولا أمن،ولا صحة ولا تعليم،كل شيء متوقف الى أجل غير مسمى،سبق وطالبنا إشراك المجتمع المدني في قرارات المجلس،لنا أفكار يمكن أن تنفع في تنمية الجماعة والمنطقة،لكن،دائما التهميش واللامبالاة هو مصيرنا،ما يجعلنا دائما نسأل عن دور المجلس القروي والمجلس الاقليمي،والمؤسسة الاقليمية في خدمة رعايا جلالة الملك،وبالتالي،تحولنا الى أجهزة تنقل الخبر وتتفاعل مع هموم المواطن في انتظار الذي يأتي والذي قد لا يأتي،لكن،هناك حماس وهناك أفكار،ضروري سندافع عنها بشكل قانوني،حتى يتم الاستجابة لمطالبنا المسروعة،التي لن تكون سوى العيش الكريم”.
شباب المعازيز يرى نفسه كالشمعة يذوب باستمرار،وليس هناك ما يعول عليه،ما جعل الكثيرون يهاجرون خارج الاقليم بحثا عن العمل ،وبحثا عن حياة أخرى لهم ولذويهم،والمسؤولية ملقاة على عاتق المسؤولين المحليين والاقليميبن،الذين،إذا قاموا بتدبير خيرات الاقليم بشكل سليم ،لن نجد ما يضطر للهجرة أو الموت بالمتوسط في طريقه لأوربا.فاقليم الخميسات يتوفر على امكانيات طبيعية مهمة ،خيرات لا تحصى،يتم الاستفادة منها بشكل عشوائي عبر صفقات رست على أسماء معروفة بالمغرب،ليتابع أبناء المنطقة خيراتهم تنقل في شاحنات خارج الاقليم أو حتى بالطائرات.
فالحل ليس في كثرة الاتفاقيات والوعود،بل الحل،في التفكير في طريقة تضمن استفادة الاقليم من خيراته وانعكاسها على الحياة العامة بالاقليم.
