صوت العدالة :عبد القادر خولاني .
الدخول المدرسي لسنة 2024 /2025 بجهة طنجة تطوان الحسيمة كغيرها من جهات المملكة، جاء في ظل العناية الخاصة التي توليها الوزارة للأستاذات والأساتذة باعتبارهم محركا لدينامية الإصلاح التربوي بالمؤسسات العمومية، حتى يترجمون على أرض الواقع شعار “من أجل مدرسة عمومية ذات جودة للجميع “، إذ عملت الوزارة الوصية على الاستجابة لمجموعة من المطالب التي ستسهم في تحسين ظروفهم المادية والمهنية من خلال إقرار نظام أساسي جديد وتمكينهم من تكوين أساس ذي جودة مع الحرص على تزويدهم بالموارد البيداغوجية والرقمية اللازمة.
و مع هذا فإن الدخول المدرسي لهذه السنة ، تسبقه تطلعات وتنبؤات تبعث على القلق والتخوف من تحقيق انطلاقة سليمة وعادية ، إذ يجري في سياق استثنائي من جهة ، بفعل تحريض بعض شبكات التواصل الاجتماعي على الهجرة غير الشرعية خاصة منهم القاصرين الذين مكانهم الأصلي المدرسة، فضلا عن مشاركة بعض الأساتذة في الإحصاء العام للسكان والسكنى، إضافة إلى صعوبة العودة التي عادة ما تقلق مضاجع الأسر و الاساتذة في ظل عدم توفير بيئة سليمة، حيث تميز الدخول المدرسي لهذه السنة بانطلاق عملية التحسيس بخطورة الهدر المدرسي وانعكاساته على المجتمع بما في ذلك الهجرة السرية.
وفي هذا الصدد، ترأس الدكتور سعيد بودرا، المدير الإقليمي لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بالمضيق الفنيدق سلسلة من الاجتماعات التحضيرية للدخول المدرسي التي انطلقت بتكليف من السيد عامل عمالة المضيق الفنيدق يوم الأربعاء 28 غشت بالثانوية الإعدادية ابي القاسم العزفي بالفنيدق بلقاء موسع ضم رؤساء المؤسسات التعليمية وممثلين عن جمعيات آباء وأمهات وأولياء التلاميذ على مستوي الحوض التربوي الفنيدق، أطره الى جانب السيد المدير الإقليمية السادة رؤساء المصالح بالمديرية تم التأكيد خلاله على أهمية الانخراط الجاد من قبل كل الفاعلين والمتدخلين من أجل توفير ظروف استقبال جيدة لفائدة التلميذات و التلاميذ ابتداء من يوم الأربعاء 4 شتنبر 2024 حيث تعد المدرسة الفضاء الحاضن لكل الأطفال و اليافعين في سن التمدرس الالزامي مما يحتم تضافر جهود الجميع للتعبئة و التحسيس بمخاطر محاولات الهجرة غير الشرعية التي استفحلت بالمنطقة في الأشهر القليلة الماضية ، و في نفس السياق ،اكد الحاضرون كل من موقعه على الانخراط التام وتكثيف الجهود عبر تنظيم حملات تحسيسية و أنشطة سوسيوتربوية من اجل محاربة الهدر المدرسي وتحسين جودة المتعلمات حيث تم الاتفاق على مجموعة من التدابير الإجرائية الاستعجالية أهمها :
- استغلال مواقع التواصل الاجتماعي ومواقع المؤسسات للتعبئة والتواصل حول سلبيات الظاهرة.
- استغلال اجتماعات الدخول المدرسي لحت الأستاذات والأساتذة على الانخراط في الحملات التواصلية عبر الوسائط الاجتماعية وعقد لقاءات تواصلية بشكل استعجالي مع الآباء والأمهات من خلال جمعيات الأمهات والآباء والأولياء وكذا مختلف جمعيات المجتمع المدني النشيطة
-تكثيف الأنشطة السوسيوثقافية والرياضية عبر برامج قابلة للإنجاز طيلة الموسم الدراسي وتعميم الاستفادة منها على جميع التلميذات والتلاميذ . - العمل على استهداف التلاميذ المهددين بالفشل الدراسي وإخضاعهم لبرامج الدعم النفسي والتربوي لمساعدتهم على التفوق الدراسي وتغيير تمثلاتهم حول الهجرة غير الشرعية.
-التأكيد على محاربة الهدر المدرسي من خلال ارجاع جميع التلاميذ المفصولين والمنقطعين وغير الملتحقين الذين هم في سن الزامية التمدرس.
كما تم عقد اجتماع مماثل لتفعيل اتفاقية الشراكة المتعلقة بمحاربة الهدر المدرسي مع جمعية أتيل، بحضور مختلف المتدخلين، اللقاء الذي تميز بتقاسم الكثير من التجارب والخبرات والمقاربات من أجل التنزيل الأمثل للأوراش المفتوحة في إطار تنزيل خارطة الطريق 2026/2022 وخاصة الهدف المتعلق بتقليص الهدر المدرسي.
وفي نفس الإطار، قدمت المدرسة الجماعاتية أبي الحسن الشاذلي، التابعة للمديرية الإقليمية كبسولة حول محاربة الهدر المدرسي والهجرة السرية تحت عنوان “مكانك الطبيعي هو المدرسة”، وذلك من أجل المساهمة في التوعية المجتمعية للتشجيع على تمدرس الأطفال ومكافحة أسباب الهدر المدرسي، والدعوة الى انخراط المجتمع بكل أطيافه في الحد من الاشكالات الذاتية والموضوعية التي تحول دون متابعة الأطفال المعنيين دراستهم.
و تجدر الإشارة أنه رغم المجهودات الجبارة التي بذلتها المديرية خلال السنتين الأخيرتين في تأهيل و توسيع البنية المادية و بنيات الاستقبال و التي أثمرت احداث أزيد من عشر مؤسسات تعليمية جديدة و توسيع مؤسسات تعليمية أخرى عبر بناء حجرات دراسية جديدة الا أن الطلب على التمدرس بالقطاع العمومي لازال مرتفعا بفعل العدد المرتفع للوافدين من خارج الإقليم لاعتبار أن عمالة المضيق الفنيدق مقارنة مع مختلف أقاليم المملكة توصف بمنطقة الجدب والتركيز لدواع شتى، إضافة الى عامل الهجرة من التعليم الخصوصي إلى التعليم العمومي حيث وصل عدد المغادرين ما مجموعه 566 تلميذا منهم 246 ابتدائي و200 الثانوي الإعدادي و120 الثانوي التأهيلي ، و لاستيعاب العدد المتزايد سنويا لتلاميذ التعليم العمومي بالأسلاك الثلاث حيث بلغ عددهم بالمديرية الإقليمية إلى حوالي 53636 تلميذ(ة)، منهم حوالي 28755 بالابتدائي و15726 بالثانوي الإعدادي و 9155بالثانوي التأهيلي، تم العمل على توسيع العرض المدرسي وتجويده، وكذا محاربة ظاهرة الاكتظاظ من خلال:
• إحداث مدرستين ابتدائيتين بجماعة المضيق برسم الموسم الدراسي 2024-2025
• إحداث ثانوية تأهيلية بجماعة مرتيل
• قسم داخلي بجماعة المضيق
• توسيع المؤسسات التعليمية بحث تجاوز عدد الحجرات الجديدة المحدثة بجميع الاسلاك 27 حجرة.
كما تم تطبيق المذكرة 97 بالشكل الذي يجاوز بين طموحات الأستاذ وحقوق المتعلم والعمل على حل العديد من مشاكل رجال ونساء التعليم عبر عملية إعادة الانتشار.
وبخصوص الأجواء التربوية للدخول المدرسي الحالي الذي يتسم بتوسيع شبكة مدارس الريادة التي تعول عليها الوزارة الوصية في تثبيت دعائم الصلاح التربوي المنشود فقد انطلق كما كان مخططا له عبر تمرير الروائز الشفوية والكتابية tarl بالمؤسسات التعليمية التابعة للمديرية الإقليمية بعمالة المضيق الفنيدق، حيث تمت العملية بمساهمة جميع السيدات والسادة الاساتذة، وجميع المتدخلين، وعرفت إقبالا كبيرا للتلميذات والتلاميذ في السلك الابتدائي وكذا بالسلك الاعدادي حيث تم اختيار ثانويتين اعداديتين بالمديرية من أجل الانخراط في إرساء مسار إعدادية الريادة.
وهنا يلزمنا الأمر الإشادة بالجرأة والإرادة الحقيقية للمدير الإقليمي الذي عمل على توظيف كل الإمكانات المادية والبشرية بما تخوله له صلاحيته الإدارية والقانونية بإشراك كل من له علاقة بهذا القطاع إقليميا قصد تذليل العقبات وتجاوز الصعوبات خلال مختلف المحطات الحساسة للدخول المدرسي بما يخدم العملية التعليمية التربوية برمتها وذلك بإشراك الأجهزة النقابية والشركاء الاجتماعيين في عمق المسؤولية قصد تحقيق دخول مدرسي يتوافق إلى أبعد الحدود مع منطوق شعار الجودة ويرضي طموحات كل من له غيرة على الشأن التعليمي لتحقيق الجودة المنشودة ، وهذا ما أكدته المؤشرات الجيدة المحققة على مستوى نسب النجاح بمختلف الأسلاك والمستويات الدراسية برسم الموسم 2024/2023، وذلك بفضل المجهودات القيمة التي بذلتها المديرية الإقليمية من أجل توفير بنيات مادية كافية وجاذبة، وتنويع العرض المدرسي وجعله مسايرا لاحتياجات المتعلمين، مع الحرص على توفير الشروط والخدمات الضرورية من وسائل تعليمية، ونقل مدرسي، وإطعام، وإيواء وتأطير وتكوين مستمر…، وبفضل التفاني والتقدير الكبير للواجب المهني الذي أبان عنه كل المتدخلين في تدبير الشأن التعليمي من أطر تربوية واجتماعية وإدارية ومفتشين وأطر التوجيه و أساتذة.
وفي كلمة الدكتور سعيد بودرا المدير الإقليمي بالمضيق الفنيدق أكد الأخير ان التحضير للدخول المدرسي انطلق مبكرا بعدد من الاجتماعات الاستباقية مع رؤساء المصالح ومديرات ومديري المؤسسات التعليمية وأطر التأطير والمراقبة التربوية وأطر التوجيه و كل الشركاء الاجتماعيين و التربويين… لعرض ومناقشة أهم مستجدات الدخول المدرسي 2025/2024، والتدابير والإجراءات المتخذة لضمان لاستقبال التلميذات والتلاميذ في أفضل الشروط، مع تجويد ظروف عمل مختلف المتدخلين في تدبير الشأن التعليمي سواء على مستوى المؤسسات التعليمية أو البنيات الإدارية الإقليمية.
وتأتي هذه الاجتماعات في سياق تنزيل برامج خارطة الطريق للإصلاح 2026/2022، وإطارها الإجرائي لسنة 2024، والرامية إلى الرفع من جودة التعلمات ونسب تحكم التلاميذ في كفايات التعلم الأساسية، مع التقليص التدريجي لنسب الهدر المدرسي، وتعزيز قيم الانفتاح والمواطنة عبر توسيع الاستفادة من الأنشطة الموازية المختلفة، وهي أوراش تعززت هذا الموسم بتوسيع تجربة المدارس الرائدة، مع إعطاء الانطلاقة للمرحلة التجريبية الخاصة بإعداديات الريادة ، وذلك لإنجاح مختلف الأوراش والمشاريع التربوية التي تباشرها مديرية المضيق الفنيدق من أجل تعزيز تنافسيتها إن على المستوى الجهوي أو على المستوى الوطني.