الرئيسية آراء وأقلام المسؤوليات لا تلقى إلا على كاهل الضعفاء…

المسؤوليات لا تلقى إلا على كاهل الضعفاء…

17796280 1002291263234128 8886537846762704304 n.jpg
كتبه كتب في 1 ديسمبر، 2017 - 4:55 مساءً

صوت العدالة – صباح لحسيني

 

الضعفاء الذين لا حول لهم ولا قوة مطالبين بالمحاسبة ، بل كل المسؤوليات تلقى على عاتقهم أبد الدهـــــــــــر ، مسؤوليات توريث الفقر ومسؤوليات ارتكاب الجرائم والتعديات وحتى مسؤوليات الفوضى في كل التظاهـــــــرات والفضاءات المفتوحة ، أما الأقوياء وأعني بهم الأغنياء لا يحاسبون على أفعالهم ولا يكترثون لأي مآسي أو جرائم يخلفونها وراءهم ، ليبقى الفقر هو من يشوش على الطموح البشري ويرمي بضحاياه في الهامش حيـث الإحبـاط و الفشل وعدم القدرة على الانجاز والعيش تحت أقدام وتحكم الأقوياء -الأغنياء – بدون ضوابط  لتأمين بقائهم بدون مخاوف من الجوع ومخاطر البؤس.

التجارب أبانت منذ عقود أن تكريس الفوارق الاجتماعية وتوسيعها قد تزيد من تفاقم الفقر بل هي من صنعتــــه ، ونحن الآن نعيش وضعية أرعن لا نحسد عليها أسبابها بالتأكيد كثيرة ، كالبطالة التي هي آخذة في النمو حتـــى شملت الطبقات المثقفة ، وحيث الأسعار المرتفعة التي لم تعرف يوما الحماية الكافية ، وحيث تهميش العالـــــــم القروي الذي يستمر في تعثره رغم ماله من أهمية في تحريك عجلة الاقتصاد الوطني ، وحيث ظهور جمعيات وأي جمعيات تتاجر بالفقر باسم  الإحسان ، إنها جمعيات قد ساهمت بطريقة أو بأخرى إلى جعل المسؤولين يتملصون من واجباتهم اتجاه أشخاص يحتاجون إلى مساعدات بكل كرامة بدل التوسل إلى أمثال هذه الجمعـــــــيات ، فإذا شخصنا الواقع بكل تدقيق في مأساة الصويرة نجد أن هناك أزمة مسؤولين وان هناك عدة  أشخاص  يهربون من تحمل مسؤولياتهم ولا يساهمون في تغيير الأوضاع ، فبدل سياسة الإذلال هناك كرامة وحقوق ، وبذل حب الذات وتفضيل المصلحة الشخصية هناك الواجب الأخلاقي وهناك الإنصاف في تدبير الشأن العام ، وبـــــــــــدل التحقير والخضوع وسوء النية هناك الاحترام والتقدير .

صحيح أن الأقوياء – الأغنياء – ملزمون بالوقوف إلى جانب الآخرين المحتاجين وكفالتهم وقت الضيق لكن لا بــد أن يكون ذلك محفوفا بكل احترام بعيدا عن كل الأجواء التي قد تسبب في ضررهم ، أو إهمالهم حتى يلاقوا حـــتفهم ،  كما وقع في حادث الصويرة التي أرجعت فيه المسؤولية للضعفاء بسبب اندفاعهم بتهور من اجل أخد الصدقة ، لا ينبغي محاكمة مستضعفينا على تدافعهم  ، انه الخوف من الجوع والتحسر على صراخ أي طفل وهو يتوجـــــع من قلة الأكل ، انه عدم تحمل سماع أنين مسن وهو يشكو آلام شيخوخته وهو في محنة المرض والبرد وقلة ذات اليد ، انه التوسل من اجل رغيف.

إن تسلط الضوء على مأساة الصويرة والتي يرجع المسؤولية فيها  إلى الفقراء الضعفاء هي بمثابة التفاتة صارخة للمسؤولين في اتخاد تدابير حازمة من اجل امتصاص الفقر الذي لن يتأتى بدون التخفيف من الفوارق الاجتماعية كإحداث أقصى ما يمكن من مناصب الشغل ، والعمل على إصلاح جبائي ، وإقرار سياسة التوازن بين المداخيـــــل والأسعار، وتنمية التجهيزات الاجتماعية ، والتفكير مستقبلا في خلق تعويض عن البطالة كما هو موجود في كثير من البلدان الغربية وسيكون ذلك أضعف الإيمان.

مشاركة