بقلم: حكيمة خالص /الخبيرة في الاقتصاد الاجتماعي والتضامني
هي امرأة لم تصنعها الصدف، بل شكلتها الأوجاع، وصقلتها التحديات، فكانت القوة التي لا تُكسر، والإرادة التي لا تهزم. لم تختر طريقًا سهلًا، بل ألقت بها الحياة في معركة لا هدنة فيها، حيث تعلمت كيف تخيط جراحها بصمت، كيف تمسح دموعها دون أن يراها أحد، وكيف تنهض من جديد مهما كانت قسوة السقوط.
لم تولد قوية، لكنها أدركت أن القوة ليست هبة، بل اختيار،وأن الأمان لا يُنتظر من الآخرين، بل يُبنى داخل الذات. تعلمت أن تكون وطنًا لنفسها، أن تجعل من صلابتها حصنًا، ومن عقلها دليلًا لا يضل. الأيام تأخذ منها الكثير، لكنها لا تنتزع قدرتها على المقاومة، على التحدي، على المضي قدمًا رغم كل شيء.
في ظل التحولات.. أين مكان المرأة اليوم؟
مع تغير القوانين والتشريعات، لا سيما في ظل المستجدات التي حملتها “مدونة الأسرة المغربية”يظل السؤال مطروحًا: هل نجحت هذه الإصلاحات في تحقيق العدالة والمساواة الحقيقية للمرأة؟هل باتت المرأة قادرة اليوم على انتزاع حقوقها بوعي وإرادة، أم أن العقليات المجتمعية ما زالت حاجزًا أمام تحقيق التغيير الفعلي؟
إن المرأة المغربية، كغيرها من النساء في العالم، لا تطلب امتيازات، بل تناضل من أجل الاعتراف بقدراتها وإنجازاتها. فهل نحن مستعدون كمجتمع لتقبل واقع أن المرأة ليست نصف المجتمع فقط، بل هي قوته الدافعة نحو التقدم؟
المرأة الفلسطينية.. أيقونة النضال والتحدي وإذا كانت النساء حول العالم يواجهن تحديات مختلفة، فإن المرأة الفلسطينية تمثل نموذجًا استثنائيًا للصمود. فهي ليست فقط أم الشهيد، وزوجة الأسير، وابنة الأرض المغتصبة، لكنها أيضًا المقاتلة بصمت، والمناضلة بلا هوادة، التي تحمل على كتفيها همّ وطن، وتصنع الأمل وسط الدمار.
كيف يمكن الحديث عن حقوق المرأة في العالم ونحن نشهد بأعيننا معاناة المرأة الفلسطينية تحت الاحتلال، وهي التي تواجه أبشع أشكال القهر والاستبداد؟ كيف يمكننا دعمها ونحن نراها تقف شامخة رغم كل محاولات الانكسار؟ إن نضالها ليس مجرد كفاح فردي، بل هو رسالة إنسانية للعالم بأسره بأن المرأة هي عنوان الصمود والبقاء.
المرأة.. مزيج القوة والعاطفة المرأة ليست مجرد صورة نمطية تُختصر في دور معين، فهي الطفلة التي تحب الأمان، والشابة التي تعشق الحياة، والناضجة التي تحتاج إلى الاحتواء، والصلبة التي تتحمل الهموم دون أن تنحني. إذا أحبت، أعطت بلا حساب، وإذا آمنت، ضحت بلا تردد.
كل ما تبحث عنه المرأة في هذا العالم ليس أكثر من الاحترام، الصدق، الأمان، والاعتراف بكيانها،فهل نستطيع كمجتمع أن نمنحها ما تستحق، أم سنظل نضع أمامها العقبات؟
المرأة.. ركيزة الاقتصاد والتنمية
في عالم ريادة الأعمال، تبرز المقاولات التعاونية كعنصر أساسي في الاقتصاد التضامني والاجتماعي والتضامني ،فهي التي تبني المشاريع، وتخلق الفرص، وتساهم في تحريك عجلة التنمية. ورغم ذلك، لا تزال تواجه تحديات مضاعفة، بدءًا من القيود الاجتماعية، وصولًا إلى غياب الدعم الكافي لتحقيق طموحاتها.
لكن الحقيقة التي لا يمكن إنكارها هي أن المرأة لم تعد تنتظر الفرص، بل تصنعها بنفسها،وأنها اليوم أكثر وعيًا بحقوقها، وأكثر استعدادًا لانتزاع مكانتها المستحقة.
المرأة.. الحاضر والمستقبل
المرأة لم تعد مجرد شريكة في الحياة، بل هي الحياة ذاتها.هي التي تمنح العالم ألوانه، وتعطي للحياة روحها، وتصنع الفرق حيثما كانت. كل يوم هو يوم عالمي للمرأة ،ما دامت تقاوم، تحلم، وتحقق.
فهل نحن، مستعدون لأن نكون حلفاء حقيقيين للمرأة في رحلتها نحو التمكين والعدالة؟