الرئيسية أحداث المجتمع المحمدية تنبض بنقاش شبابي حول السياسة والمواطنة الفاعلة

المحمدية تنبض بنقاش شبابي حول السياسة والمواطنة الفاعلة

IMG 20251104 WA0023
كتبه كتب في 4 نوفمبر، 2025 - 1:54 مساءً

ندوة “الشباب والمشاركة السياسية” بدار الشباب العربي تؤكد أن التغيير يبدأ من الإصغاء إلى صوت الجيل الجديد

في مشهد يعبّر عن حيوية المدينة وروح شبابها، احتضنت قاعة دار الشباب العربي بالمحمدية، مساء السبت 1 نونبر 2025، ندوة فكرية نظمتها جمعية شباب المواطنة المغربية حول موضوع: “الشباب والمشاركة السياسية”. اللقاء الذي انطلق على الساعة الرابعة والنصف مساء، عرف حضور ثلة من الأساتذة والفاعلين الجمعويين والطلبة المهتمين بالشأن العام، في أجواء فكرية امتزج فيها النقاش الحر بروح المسؤولية والوعي الجماعي.

منذ الكلمة الافتتاحية التي ألقاها المنظمون، بدا واضحاً أن الهدف ليس تكرار الخطابات الجاهزة، بل فتح نقاش حقيقي حول موقع الشباب في صناعة القرار العمومي. وأكدت المداخلات الافتتاحية على أن دار الشباب ليست مجرد فضاء ترفيهي، بل منبر للتربية على المواطنة والمشاركة الهادفة.

وقد قدّم الأساتذة محمد أكويام، نجيب البقالي وسعيد عريش رؤى متقاطعة حول أزمة الوساطة السياسية، والعزوف الانتخابي، وأهمية تجديد النخب.
الأستاذ محمد أكويام تحدث عن فقدان الثقة بين الشباب والأحزاب، مشيراً إلى أن العزوف ليس ظاهرة عابرة بل نتيجة تراكمات طويلة من الانفصال بين الخطاب والممارسة.
أما الدكتور نجيب البقالي فشدد على ضرورة تجديد النخب السياسية وإعادة بناء جسور الثقة، مؤكداً أن الديمقراطية لا يمكن أن تزدهر دون مشاركة شبابية فعلية داخل المؤسسات.
في حين قدّم سعيد عريش قراءة واقعية في تحولات الجيل الرقمي، معتبراً أن الشباب اليوم يملكون أدوات تأثير قوية عبر وسائل التواصل، لكنهم في حاجة إلى تأطير يؤهلهم لتحويل “الفعل الافتراضي” إلى مشاركة واقعية ومؤثرة.

القاعة لم تكن مجرد فضاء للاستماع، بل ورشة حوارية تفاعلية. فقد شارك شباب المدينة بمداخلات جريئة عكست نضجاً سياسياً لافتاً، عبّروا فيها عن تجاربهم داخل الجمعيات وملاحظاتهم حول ضعف قنوات التواصل بين المؤسسات والأجيال الصاعدة. وطالب العديد منهم بضرورة إدراج التربية على المشاركة السياسية ضمن المناهج الدراسية، وتحديث الخطاب الحزبي ليتلاءم مع لغة الشباب وطموحاتهم.

ورغم اختلاف الزوايا والمقاربات، التقت جميع الآراء على فكرة واحدة: أن مستقبل المغرب لن يبنى إلا بمصالحة حقيقية بين الشباب والسياسة. فهؤلاء لا ينتظرون دعوات رمزية، بل يريدون فضاءات فعلية للإسهام في القرار العمومي والمبادرة المجتمعية.

وفي ختام الندوة، عبّر الحاضرون عن رغبتهم في جعل هذه اللقاءات تقليداً فكرياً دائماً بالمحمدية، مؤكدين أن دار الشباب العربي يمكن أن تتحول إلى منارة للحوار الديمقراطي ومختبر لتأهيل الأجيال على قيم القيادة والمواطنة الفاعلة.

لقد خرج الجميع بإحساس مشترك بأن ما جرى لم يكن مجرد ندوة فكرية، بل لحظة وعي جماعي بأن التغيير يبدأ من الإصغاء، وأن السياسة لا تستعيد معناها إلا حين تعود إلى فضاءات الشباب، إلى الميدان، إلى الحوار.
ندوة “الشباب والمشاركة السياسية” بالمحمدية أثبتت أن جيل اليوم لا يعزف عن السياسة، بل يعزف عن التهميش. وعندما يُمنح فرصة التعبير والمبادرة، فإنه يُبدع خطاباً جديداً ويمنح الديمقراطية المغربية نَفَساً متجدداً يليق بطموحات وطنٍ يؤمن بدور أبنائه في صناعة المستقبل.

1000372756
مشاركة