الرئيسية آراء وأقلام المجتمع المغربي بين التجديد و الانحلال

المجتمع المغربي بين التجديد و الانحلال

20180407 110116 1.jpg
كتبه كتب في 8 مايو، 2018 - 3:08 مساءً

 

سناء حاكمي 768x128 2 1 1

الخطوط الحمراء، كلمة ترعب كل مبدع و مفكر حاول التحدث او الكتابة في مواضيع محرمة في بلدنا،او بلدان تشبه سياستنا، الا وهي(الدين، الملكية، الوحدة الوطنية).
و الكثير منا تشبع و اقتنع ان هذه المواضيع اصبحت من المسلمات، و ان الحديث عنها يسبب خلافات نحن في غنى عنها. لكن في المقابل اتجهت الاقلام و الشاشات الى طابوهات، كان مسكوت عنها في سابقا و اصبحت هذه الاخيرة تعتبر متداولة، كمواضيع الاغتصاب و الدعارة و الأمهات العازبات ثم تجارة المخدرات و ربما الإلحاد ايضا…
اذا رجعنا بالزمان لمدة عشرين سنة فقط سنجد ان هذه المواضيع كان مسكوت عنها، و كانت تعتبر من المحرمات المجتمعية،و ان وجدت حالة من هذه الحالات في أسرة مغربية او حتى بين الجيران و المعارف، تكون من المغضوبين عنهم و يخجلون من تواجدها بينهم،لكن الان انعدمت هذه المبادء و الموافق أتجاه هذه الظواهر الدخيلة على مجتمعنا المغربي.
و جود امراة تمتهن الدعارة او شاب يتاجر بالمخدرات، اصبح عاديا ما داموا يمتلكون سيارة فاخرة و منزلا كبيرا و يساعدون عائلاتهم المحتاجة سواء بمالهم او بعلاقاتهم الاجتماعية، يتدخلون من اجل تشغيل احدهم او اجراء عملية او حتى تسفيره للخارج، كل هذه الخدمات يقومون بها فهم يعتبرون ملائكة الرحمة، لا يهم السؤال عن من اين لك هذا؟؟؟و ان تم اخراجهم بهذا السؤال الاجابة معروفة، يعملون في الخليج او في اوروبا و الاخر يوهم نفسه و يصدق. اما الاقارب فلا ينتهون من دعوات على الموائد من اجل التقرب و كسب الرضا،و بهذا نكون قد و ترحمنا عن المبادء الكاذبة التي تجرم تاجر المخدرات او بائعة الهوى.
ثم نرجع للام العازبة التي اصبحت تمتلك الحق بتزويد ابنها اسما تختاره هي او المحكمة، و العيش معه دون اي خجل من المجتمع الذي ربما يتهم الابن انه دون اب، ما دامت تعمل و تقدر على تربيته فهذا يكفي، و حتى الملحد اصبح له الحق ان يعبر عن عدم تدينه امام الملأ و يعيش بحرية وسط مجتمع شبه مسلم. لكن العلاقة التي تربط بين هذه الظواهر و التي بفضلها يعيشون مرفوعي الرأس دون إبادة من المجتمع هي المال او المنصب، مادمت تمتلك مدخولا لا يعوزك للاخر ، افعل ما تريد.
لكن التساؤل، هل هي فعلا حرية فكرية و تقبل للاخر؟؟؟ اي كما اوروبا و الدول العلمانية؟؟؟
ام انه اندثار في المبادئ الاخلاقية؟؟؟
اذا كان الموضوع هو حرية شخصية، فهذا يعني ان مجتمعنا تطور فعلا فكريا، و يستطيع الفرد منا ان يعيش و يُؤْمِن كيفما يريد و يرغب، دون التقيد بمعتقد او عادة معينة، لكن الاخطر هو ان يكون الاعتناق لهذه الافكار و الظواهر الدخيلة بسب الفقر المادي، و الانحلال الاخلاقي ، وقتها سنكون مضطرين لإعادة اورقنا.
و للحديث بقية في هذه المواضيع لانه تمثل مجتمعا بكامله…

مشاركة