صوت العدالة – تيفلت
من خلال تتبع جمعية البدائل للتربية والتنمية الإجتماعية للمشهد البيئي خلال ايام الاحتفال بعيد الأضحى، تنتشر مظاهر وسلوكات مشينة، لا تمت بصلة إلى روح وقيم العيد وتعاليم الدين والأخلاق البيئية الواجبة، فإذا كان الإسلام يحث على نظافة المظهر والمكان وحماية البيئة، فان سلوكات بعض المواطنين تخرج عن هذه القاعدة، عبر رمي مخلفات العيد في أماكن خارج صناديق القمامة، وأحيانا كثيرة عبر تكديسها في أماكن غير مخصصة لذلك، مما يسبب انتشار الروائح الكريهة وتكاثر الذباب الذي يعود أدراجا الى بيوتنا ومنازلنا، مما يسبب قلقا لراحة السكان المجاورين لصناديق القمامة والنفايات وللجميع عبر الروائح الكريهة، خصوصا الأطفال الذين يلعبون خلال هذه الأيام بالأزقة والدروب في أجواء الاحتفال.
يعد رمي أشلاء الأضاحي وكذلك جلد الأضاحي في غير أماكنها سببا مباشرا في تلويث البيئة الحضرية تصاحبها مشاهد وانبعاث لروائح كريهة تزكم الأنفس إذا ما استمر الوضع لبضع أيام، وهو ما قد يؤدي إلى تعفنات وتقرحات وانتشار لتسربات عصير النفايات، التي تقض مضجع الجميع من خلال علاقة يومية بصندوق النفايات الذي لا يصله الانسان ويكتفي برمي البلاستيك بشكل عشوائي جانبا وبجوار صناديق النفايات وهي سلوكات تكثر خلال يوم العيد، مما يؤدي الى سيلان لعصارة النفايات، وهو مايعقد مجهود جمع النفايات بالنسبة لعمال النظافة و سائقي شاحنات الجمع، من غير المعقول أن نرمي الأزبال بشكل غير مناسب بجوار صناديق القمامة، أو أماكن عشوائية ترهق عمال النظافة، والإنعاش الوطني لتنظيفها من مخلفات نفايات حرق أطراف ورؤوس الأضاحي، وبالنسبة لساعات وظروف العمل فهي من وجهة نظرنا في جمعية البدائل مجحفة إذ ان المصلحة الوحيدة خلال عطلة العيد التي تشتغل هي مصلحة النظافة برئيسها ومسؤوليها وعمالها لمدة أربعة أيام متتالية، وهي فترة عطلة عند جميع وباقي المصالح الأخرى، ويشرع في الحملة وقت الذروة من منتصف ليلة العيد بما فيها إعداد وتنقية وتنظيف ساحات المصلى، وتستمر العملية الى منتصف الليل من نفس اليوم بدون انقطاع وبجولات مرورية للتفريغ قد تصل الى أكثر من ثلاث جولات تفريغ في شارع واحد لعدم انتظام إخراج النفايات المنزلية من طرف المواطنين ولتفادي تكتل الازبال وتلويث البيئة الحضرية.
إننا في جمعية البدائل للتربية والتنمية الاجتماعية لندعوا الجميع الى ضرورة التفكير في هؤلاء العمال الذين لا ينعمون بالراحة، والذين لا يستمتعون رفقة أبناءهم بفرحة وبطقوس العيد كباقي الناس، بينما يقضي اغلب المواطنين يوم العيد رفقة أبناءهم وأسرهم وعائلاتهم، لهذا يجب التفكير في هذه الفئة التي تسهر على نظافة أحياءنا وشوارعنا بالإحسان إليهم خلال هذه الأيام ماديا ومعنويا وسلوكيا، بالمساهمة بالسلوك المواطن للحفاظ على البيئة بتصرفات بسيطة.
كما تنتشر كذلك ظواهر غير صحية عند شباب بعض الأحياء الشعبية، عبر حرق الخشب لشواء وحرق أطراف ورؤوس الأغنام بالمدارات الطرقية وممرات الراجلين، مما يساهم في انبعاث الاذخنة وتلويث الهواء للدور السكنية المجاورة وتشويه المنظر العام والمساهمة في الفوضى بترك أماكن متفحمة في الشوارع والازبال ومخلفات الرؤوس من القرون وغير ذلك من المشاهد التي لا تليق بأخلاق وقيم العيد المبنية على النظافة والسلوك الحسن والتفكير في الأخر (عامل النظافة) .
وعليه نهيب بالساكنة التيفليتية وعموم المواطنين والجمعيات البيئية وجمعيات الأحياء الى الحرص على نظافة الأحياء والأزقة والشوارع خلال فترة العيد، وإلى ضرورة رمي مخلفات العيد في أكياس بلاستيكية محكمة ومتينة ووضعها في صناديق النفايات في الوقت المناسب لمرور شاحنات جمع النفايات.
وبالنسبة للشباب العاملين في حرق رؤوس الأغنام فان إعتماد قنينة الغاز أفضل من حرق الاخشاب في الهواء الطلق و حرق مواد البلاستيك وتلويث البيئة بالأدخنة وتشويه المظهر والمنظر العام لشوارعنا كما أنها مشاهد وطقوس لا تليق بمكانة الاحتفال بالعيد.
وفي الأخير فان جمعية البدائل بمكتبها المسير ونشطاءها تثني على العمل الجبار لمصلحة النظافة وعمال النظافة والبيئة بالجماعة الحضرية بأطرها وعمالها، وتتمنى بهذه المناسبة الدينية لهم ولجميع المغاربة، ملكا وشعبا ، وللأمة العربية والإسلامية جمعاء، عيدا مباركا سعيدا، مع موفور الصحة والعافية للجميع، ولحجاجنا المغاربة وباقي الحجاج سعيا مشكورا وذنبا مغفورا. وكل عام وبيئتنا بألف خير

