الرئيسية آراء وأقلام المثقف هو من له القدرة على التغيير ؟

المثقف هو من له القدرة على التغيير ؟

almoutakaf24 11 15.gif
كتبه كتب في 15 فبراير، 2018 - 10:23 صباحًا

 

صوت العدالة – صباح لحسيني

قد يبقى المثقف وأي مثقف هو ذلك المناضل المبدع الذي يسعى دائما لانجاز التغيير في مجتمعه من خلال تشبثه بعلاقات إنسانية متنوعة سواء بالتفاعل الشخصي مع الأحداث ، أو بالتضحية من أجل حل قضايا ومشاكل الآخر.
المجتمع الآن بحاجة إلى وعي اجتماعي ، والى نخبة مثقفة تنتشلهم من كل انهيار وركود، فما نمت أمة وازدهرت إلا بسبب مثقفيها ، لذلك بات من الضروري التنكر لكل خائن لنفسه ومفسد لمجتمعه بما يكتبه من بهرجة وتزويق ، ولكل من يعيش في أبراج عالية غير ناظر إلى واقعه ، كما يجب التنكر لكل مثقف لا ينصرف إلا إلى كسب ود السياسيين ولا يكتب إلا بألسنتهم ليجعل التغيير مجرد شعارات وهتافات واهية.
صحيح أن المثقف قد يجد نفسه محاصرا بالفعل السياسي وأنه ملزم إما بمغازلته أو انتقاده ، لكن الأصح أن يكون مسؤولا على التحرر من أي فعل سياسي قد يسجنه في نفق مظلم ضمن ممارسات مضللة قد تبعد عنه كل احترام وتقدير ، وفي نظري لن يتسنى له هذا التحرر من أي هيمنة أو حصار سياسي قد يلوث ويجهض كل نتاجاته الداعية للتغيير والتي يكون ملزم بها أمام القارئ بكل شفافية ، إلا بالتواصل والتفاعل بالخطاب الواضح الذي يخاطب وجدان الآخر ضمن رسائل نبيلة ، أو غبر القدرة على التأثير على دوائر متعددة ، أو اتخاذ القرار المناسب عبر التصدي لمجموعة الانتهازيين وسماسرة السياسة والثقافة معا ، وهذا بالفعل هو المثقف المؤهل للقيام بدعم التغيير والخوض فيه بشكل أو بآخر.
بات واضحا أن المثقف هو الذي ينظر إلى الواقع اليومي برؤية تفاؤلية ينشد من خلالها مسح كل الغموض ، والإحباط ، والفشل ، والهزيمة وينشد تغييرها بأشياء أرقى وأنبل بالوقوف جنبا إلى جنب مع الكادحين والمهمشين وليس البحث عن الثراء ، فالقارئ في عصرنا الحالي تاه بين الخطابات المعتوهة لبعض المثقفين الرامية إلى تشتيت الانتباه من بعض القضايا المهمة فكان ذلك سبب التشرذم الذي طال الكثيرين ، فإغراءات المادة جعلت بعض المثقفين يبيعون أنفسهم ليؤمنوا عيشا برجوازيا مريحا يبعدهم عن واقعهم المعاش ألا وهو الطبقة الفقيرة فتراهم يتسارعون للركض وراء الجاه والمال وهم يحملون كل صفات الطمع والجشع والتسول للعيش في مستوى جيد لتأمين مستقبل مفروش بالورود والأمن المادي ، لكن رغم ذلك تبقى مجموعة من مثقفينا والتي يشهد لهم الجميع بالشرف والنزاهة كانوا ولا يزالوا جنبا إلى جنب مع الشعب لدعمهم وفضح معاناتهم ، وإيصال مشاكلهم ،وآلامهم ضمن محافل معروفة وهذه النماذج فعلا موجودة وهي من تجتذب الكثير من القراء ، ونسمي هذه النماذج المثقفون المتمردون ، المتمردون على الأوضاع القاسية ، والمتمردون على كل الإغراءات والنعم المتاحة ، ليبقوا دائما رافضين لها نافرين منها متشبثين بمواقفهم وبأدوات تغييرهم ، وهذا هو صنف المثقف الذي يجب أن نفتخر به ونمجد كتاباته ، وصبره ، وكبرياءه ، وصموده في وجه كل إغراء.

مشاركة