الرئيسية آراء وأقلام اللقلاق(بلارج)يعري النظام الجزائري من جديد.

اللقلاق(بلارج)يعري النظام الجزائري من جديد.

Screenshot 2023 05 13 18 03 40 37 a23b203fd3aafc6dcb84e438dda678b6.jpg
كتبه كتب في 13 مايو، 2023 - 7:04 مساءً

بقلم..عبد السلام اسريفي

خرج علينا مؤخرا مستشار الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون،وأمام مجلس الشعب، يروي، كيف أن طير اللقلاق المناضل،الجزائري، مزق العلم الفرنسي،داخل ثكنة عسكرية،وحمله الى عشه، ولطخه، ما استفز الجنود،الذين أصابوه في إحدى رجليه،ليسقط وليتم القبض عليه،والحكم عليه بالمؤبد.

قصة اللقلاق هاته، يظهر أنها مدروسة بعناية، ومحبوكة بدقة،وأعطيت تعليمات بخصوصها حتى للفقهاء وباقي المؤسسات لترويجها، الى جانب ملفات أخرى ، لإلهاء الشعب الشعب الجزائري،الذي بات يدرك،أن بلاده، أصبحت معزولة، وأن ما يتم الترويج له من نجاحات دبلوماسية ما هو إلا كلام فارغ، عار من الصحة.

بعد مستشار تبون، خصص خطيب جمعة بإحدى مساجد الجزائر،خطبته لقصة اللقلاق،ولبطولاته داخل السجن، حيث روى، والبينة على الراوي،أنه ايام الاستعمار، قام لقلاق جزائري، يظهر أنه من أبناء الشهداء، بتمزيق العلم الفرنسي،بل استغله في تثبيت عشه، وهو الأمر الذي استفز الجنود الفرنسيين،الذين أسقطوه واعتقلوه داخل الزنزانة الى جانب مجموعات أخرى من المعتقلين الجزائريين.

ولم يكتفي( الفقيه ) بهذا القدر،بل قال،أن اللقلاق المسكين، المعتقل،المجاهد، رفض الأكل والشرب،لأنه كان يرى كيف يعامل الجنود المعتقلين الجزائريين، يرى معاناتهم اليومية، فقرر الدخول في اعتصام والاضراب عن الطعام حتى الموت،لينضاف الى المليون والمليون ونصف شهيد الذين قتلتهم فرنسا (حسب ما تقوله الجزائر).

تداول قصة اللقلاق العجيبة في هذا الوقت، تترجم قمة التفاهة،التي بات يعتمدها ويروجها العسكر الجزائري لإلهاء الشعب عن مشاكله الداخلية الحقيقية،خاصة بعدما تم عزل العسكر عن محيطهم الاقليمي، والفشل الدبلوماسي في قضايا يعتبرها سكان المرادية،المنفذ الوحيد للهروب من الضغط الشعبي،أمام تزايد أصوات،تطالب بالاهتمام بالاوضاع الداخلية، في ظل النقص الحاصل في المواد الغذائية، البطاطا، البصل،والزيت،والحليب،واللحوم الحمراء،هذا في الوقت الذي تتوفر الدولة على موارد مهمة،بفضل عائدات النفط والغاز.

في تفاعلهم مع هذه القصة، اعتبر بعض المحللين،أن النظام الحزائري اليوم تائه، على حافة السقوط، فشل في الملفات الخارجية،التي كان يراهن عليها ليلعب دور البطل في إفريقيا، كملف البوليساريو، ومالي،وتونس،وليبيا والتشاد..،فشل،جعله يحس بالعزلة،رغم محاولاته المتكررة لشراء الذمم،والدول الضعيفة،رغم الدعم الفرنسي،الذي يعتبر الجزائر ملحقة فرنسية، لا بد من دعمها، ليضمن بالتالي،تموقعه المريح في افريقيا، في ظل دخول الولايات المتحدة الامريكية، وروسيا وتركيا والصين واسرائيل، بفضل علاقات متنوعة ( استخباراتية امنية بشكل خاص) مع دول بالقارة السمراء،خاصة في شمال افريقيا.

هذا،بالاضافة الى مشاكل داخلية اقتصادية اجتماعية امنية، تتطور باستمرار، وتهدد ببروز حراك جديد، قد يعصف بالعسكر ونظامه المريض،الذي استنفذ كل الحيل والطرق للتستر على جرائمه في العشرية السوداء، لتغطية الفشل في تدبير الشؤون الداخلية،خاصة انعاش الاقتصاد الوطني،وتوفير المواد الأساسية للمواطن،التي تعرف خصاصا مهولا في الأسواق .

وينتظر أن يختلق العسكر الجزائري،الذي يعاني من عدم استقرار داخل هياكله الداخلية،خاصة بين كبار الجنرالات،قصص أخرى للتنفيس على اصحاب القرار، وإلهاء الشعب،التواق للعيش الكريم،لذا،لا نستغرب إن سمعنا أن القمر جزائري،وأن أعضاء حركة التحرير كانوا يتمرنون بزحل،أو كواكب أخرى، في سابقة فوق الارض،بطلتها دولة،كل مؤسساتها تعاني من المس،إسمه ،مرض القوة،والهوية واللاتاريخ.

مشاركة