بقلم: عبد الحكيم رضى
في أجواء من التفاعل الإيجابي والتقاسم المثمر، احتضن المركز الوطني للتخييم بالصويرية القديمة بإقليم آسفي خلال أيام 7 و8 و9 نونبر الجاري، أشغال اللقاء الجهوي التحضيري للمناظرة الوطنية للتخييم، المنظم تحت إشراف المديرية الجهوية لقطاع الشباب بجهة مراكش – آسفي وبتنسيق مع المكتب الجهوي للجامعة الوطنية للتخييم.
وقد عرف اللقاء مشاركة وازنة لأطر وفعاليات جهوية تمثلت في مديري المديريات الإقليمية ومديري دور الشباب بالجهة، إضافة إلى أطر الجمعيات الوطنية والجهوية والمحلية التي تُعنى بمجالات التخييم والطفولة والشباب، في إطار مقاربة تشاركية تهدف إلى تقييم الموسم التخييمي الماضي واستشراف آفاق تطويره.
افتتحت الجلسة بكلمة السيد عزيز معتصم، المدير الجهوي لقطاع الشباب بجهة مراكش آسفي، الذي أبرز أهمية اللقاء في ترسيخ ثقافة التشاور والتقييم الجماعي، مؤكدًا أن الموسم التخييمي الأخير شكّل محطة متميزة من حيث التنظيم والانخراط الجماعي للأطر.
بعده تناول الكلمة السيد محمد گليوين، رئيس الجامعة الوطنية للتخييم، الذي أشاد بالجهود المبذولة على مستوى الجهة، داعيًا إلى تعزيز الشراكة بين الجامعة وقطاع الشباب من أجل الارتقاء بجودة الأنشطة التربوية والتخييمية.
كما كانت هناك مداخلات نوعية لكل من السيد المدير الإقليمي لآسفي، الذي قدم عرضًا مفصلًا حول برامج التخييم والمخيمات القارة ومخيمات القرب، ولـ السيد المدير الإقليمي لقطاع الشباب بالصويرة الذي قدّم إحصائيات ومعطيات دقيقة حول الموسم التخييمي بالإقليم، مبرزًا النجاح الكبير الذي عرفته مختلف المحطات التربوية بالصويرة وجهتها.
وقد نوه جميع المتدخلين بالمجهودات المتميزة التي تبذلها أطر قطاع الشباب، سواء في المراكز القارة أو الفضاءات الخاصة أو مخيمات القرب، مثمنين روح المسؤولية العالية والتفاني الذي يميز عملهم الميداني.
اللقاء لم يقتصر على الجانب التربوي فحسب، بل حمل أيضًا بعدًا وطنيًا عميقًا، حيث توقف الحاضرون عند الذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء المظفرة، وما رافقها من اعتراف أممي بمغربية الصحراء، مما أضفى على الحدث روحًا وطنية راسخة تترجم ارتباط الأسرة التربوية بقضايا الوطن الكبرى.
وفي ختام اللقاء، تم توزيع التذكارات والهدايا على عدد من الفاعلين والمسؤولين تقديرًا لعطاءاتهم، قبل أن تُرفع برقية ولاء وإخلاص إلى صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، تجديدًا للعهد على خدمة الوطن والملك.
اللقاء الجهوي التحضيري بآسفي جسّد بحق محطة تربوية ووطنية بامتياز، تؤكد أن ثقافة التخييم ليست فقط مجالًا للترويح، بل مدرسة لترسيخ القيم، وتنمية الحس الوطني، وبناء جيل مسؤول ومتشبع بروح المواطنة





