الرئيسية أحداث المجتمع الكاميرا الخفية على “الدوزيم” أو الطنز العكري

الكاميرا الخفية على “الدوزيم” أو الطنز العكري

derabil
كتبه كتب في 19 مايو، 2018 - 11:29 صباحًا

 

صوت العدالة – عبد السلام اسريفي

 

ما إن يحل الشهر المبارك، حتى تطل علينا القناة الثانية “دوزيم” بفقرات تسميها فنية تنشيطية، تفرضها على قلوب المغاربة،وكأنه قدر لا مفر منه.

فبالاضافة الى البرامج التي تبثها القناة على طول اليوم،نجد برنامج “الكاميرا الخفية” الذي يقدمه المنشط رشيد العلالي وبعض المنشطين المغمورين،حيث وحسب ما يقدم من حلقات يمكن ملاحظة التالي:

أولا: أن الفاعلين الرئيسيين في البرنامج أسماء  مستهلكة بشكل كبير، حيث ألفها المشاهد في برامج كثيرة،دون أن تقدم الجديد على مستوى الأداء و التشخيص( رشيد العلالي)، ضف الى هذا أنها تتعمد تقمص شخصيات سبق وأن عاش معها المغاربة فترات جميلة في الثمانينات.

ثانيا:المواد التي يتم اختيارها هي نفسها التي تم الاشتغال عليها  في السنوات الفارطة مع فارق بسيط في تغيير الأمكنة والأسلوب.

ثالثا:طريقة تصوير الحلقات كلاسيكية جدا، هذا مع العلم أن القناة تتوفر على كاميرات جد متطورة،فغالبا ما تظهر مربعات الشاشة أو يخرج الممثل عن الدائرة في غفلة من المخرج، وهذا عيب في فن التصوير الاحترافي.

رابعا:مقارنة مع المبالغ المالية الباهضة التي تخصص لمثل هذه البرامج، كان من المفروض تقديم أحداث معاشة في قالب ساخر،مع الانتقال الى أمكنة لم يسبق أن اشتغلت فيها القنوات الأخرى( الأحياء الشعبية، أسواق، ملاعب كرة القدم….).

خامسا:الاعتماد على ممثلين أو أسماء معروفة كموضوع للكاميرا الخفية فيه استخفاف بعقول المغاربة،لأنه من البلادة الاشتغال على كل ما هو جاهز، أو مهيء له مسبقا، وهذا يظهر من خلال بعض الحلقات، حيث يلاحظ وجود علامات لترتيبات مسبقة.

سادسا:التخفي وراء شخصية أخرى، أسلوب قديم في برامج الكاميرا الخفية،فيمكن الاشتغال بولاه مكشوفة دون أن يضطر الفاعل الرئيسي الى التخفي أو استعمال المساحيق،فالموضوع هو الذي يثير المشاهد وليس من ينفذ هذا الموضوع أو يقدمه، ولنا في التجربة التونسية أحسن مثال.

لكل هذه الأسباب وأخرى ، تبقى الكاميرا الخفية المقدمة على القناة الثانية هذا العام مضيعة للوقت وللمال، وبالتالي فتقديمها في شكلها الحالي هو استحمار للمشاهد وتبذير للمال العام، فالقناة التي تمر من أزمة مالية، عليها أولا قبل التفكير في موارد مالية للوفاء بالتزاماتها، التفكير في الذوق  العام واحترام عقل المواطن المغربي وتقاليده وتعاليم دينه.

مشاركة