
في مبادرة نوعية تعكس روح التعايش والتقارب بين الثقافات، نظّمت الفيدرالية الإسلامية بصقلية بشراكة مع الكونفدرالية الإسلامية بإيطاليا مخيماً ثقافياً بمدينة كاطانيا على مدى أربعة أيام، من 13 إلى 16 نونبر، تخليداً لذكرى المسيرة الخضراء المجيدة، واحتفاءً بمرور خمسة عشر سنة على تأسيس هذا اللقاء السنوي الذي يجمع شباباً من ديانات وثقافات مختلفة.

المخيم عرف مشاركة واسعة من الشباب المغربي المقيمين بإيطاليا، الذين جسّدوا روح الانفتاح والأخلاق الرفيعة، وهو ما جعل وفدهم—بحسب المشرفين—من أفضل الوفود تنظيماً وانسجاماً. وقد مثّل حضورهم إضافة نوعية لهذا الملتقى، خصوصاً في الجلسات الحوارية التي ناقشت قيم السلام والعيش المشترك والتجربة المغربية في التسامح الديني.

وشهد الحدث فقرات خطابية لعدد من الأطر الدينية الإسلامية، الذين ركزوا على الرسائل الروحية العميقة التي حملتها المسيرة الخضراء كمسيرة سلمية حضارية فريدة في التاريخ الحديث، مؤكدين أن المغرب يشكّل نموذجاً يحتذى به في إدارة التعدد الديني وصون حقوق الجاليات.

كما عرف المخيم حضور ممثلين عن ديانات وثقافات أخرى، في أجواء طبعتها الإيجابية والاحترام المتبادل، وشكّلت مناسبة لإبراز قيم الحوار وفتح قنوات التواصل بين مختلف المجموعات المشاركة.

المنظمون نوّهوا بالدور الرائد للجالية المغربية بإيطاليا، معتبرين مشاركتها محطة ثابتة وذات إشعاع خاص داخل هذا الملتقى الذي يتطور سنة بعد أخرى.


