الرئيسية أحداث المجتمع الغالي من تيفلت: الحياد السياسي شرط تنموي وصراع المشروعية يُعطل ورش الجهوية

الغالي من تيفلت: الحياد السياسي شرط تنموي وصراع المشروعية يُعطل ورش الجهوية

Screenshot 2025 07 18 00 09 43 174 com.facebook.katana edit
كتبه كتب في 17 يوليو، 2025 - 12:27 مساءً

صوت العدالة- عبد السلام اسريفي

في لحظة تفكير جماعي نادرة تشهدها الجماعات الترابية خارج السياقات الرسمية، وجه الأستاذ الجامعي محمد الغالي، من منصة ندوة علمية ،نظمت على هامش المهرجان الثقافي بتيفلت في نسخته الخامسة، رسائل قوية بخصوص التحديات البنيوية التي تُعيق تفعيل ورش الجهوية المتقدمة، مؤطراً ذلك بمفاهيم سياسية وسوسيولوجية دقيقة.

الغالي، الذي راكم تجربة أكاديمية عميقة في قضايا الحكامة والجهوية، اعتبر أن الحيادية السياسية الإيجابية ليست ترفاً نظرياً، بل مدخلاً ضرورياً لتأمين العدالة المجالية داخل الجماعات، متسائلاً ضمنياً عن حدود “الولاء الحزبي” حين يتعارض مع منطق التنمية.

صراع المشروعية… عائق غير مرئي

من أبرز الإشارات التي أثارت الانتباه، حديث الغالي عن “صراع المشروعيات”، وهو تعبير يلتقط بذكاء ديناميات السلطة داخل الحقل الجماعي. فحسب تحليله، تقوم بعض النخب المحلية بمحاولات ممنهجة لعرقلة التحولات المؤسساتية، من منطلق الدفاع عن مشروعية تقليدية مهددة بالزوال، وهو ما يحول دون إنجاح مقاربة الجهوية كخيار دستوري واستراتيجي.

دعوة للتعاضد وتجاوز منطق “القبيلة السياسية”

في تشخيصه للواقع، انتقد الغالي تمثلات تقليدية لا تزال تهيمن على سلوك المنتخبين المحليين، قائلاً إن بعض العقليات تحصر العمل الجماعي في منطق عائلي أو قبلي، عوض مقاربة التنمية باعتبارها مسؤولية مؤسساتية ووطنية. ودعا إلى إعادة توجيه الاستثمار العمومي وفق مبدأ الناتج المحلي الخام لكل جماعة، شرط التحكم في الفجوات الاجتماعية والمجالية.

كما شدد على أهمية التعاضد بين الجماعات، مستشهداً بتجارب المجالس الإقليمية التي تقتني آليات وتضعها رهن إشارة الجماعات الصغيرة، لكنه نبه إلى خطورة “الاستثمار السياسي” لهذه المبادرات، حين تُوظف لأغراض انتخابوية لا تنموية.

احترام التسلسل المؤسساتي.. وفلسفة التفريع

الغالي أعاد التذكير بمبدأ دستوري مهم في الجهوية المتقدمة: التفريع، بمعنى أن تدخل الدولة أو الجهة يجب أن يكون مشروطاً بعجز الوحدة الأصغر (الجماعة)، داعياً إلى احترام هذا التسلسل لضمان فعالية التدبير وحماية الاستقلالية المحلية.

ندوة بتيفلت.. فضاء غير تقليدي لإعادة النقاش

ما ميّز هذه الندوة، التي نُظمت ضمن فعاليات مهرجان تيفلت الثقافي عشية اليوم ببهو البلدية، بحضور باشا المدينة،السيد سعيد الصالحي، ورئيس جماعة تيفلت السيد عبد الصمد عرشان،ومنتخبون وفعاليات محلية، ليس فقط مضمون المداخلات، خاصة مداخلة رئيس جماعة تيفلت التي جمعت بين النظري والتطبيقي، بل طبيعة اللحظة: جماعة محلية تحتضن نقاشاً وطنياً حول الجهوية، بعد سنوات من المناظرات المركزية. وهو ما يجعل من تيفلت نموذجاً لضرورة انطلاق النقاش العمومي حول التنمية من المحليات، لا من الرباط فقط.

للاشارة، شارك في هذه الندوة الفكرية، التي ناقشت دور الجماعات في تعزيز الجهوية المتقدمة” كل من د.محمد الغالي، عميد كلية العلوم الاقتصادية والاجتماعية بقلعة السراغنة، د. عبد الفتاح البلعمتي، أستاذ العلاقات الدولية والقانون الدولي بجامعة القاضي عياض بمراكش، د.لحسن الحاميدي، أستاذ باحث بكلية العلوم القانونية والسياسية بجامعة ابن طفيل بالقنيطرة, د.عبد الرحيم ىمجاني،أستاذراحث بجامعة ابن زهر باكادير.

مشاركة