الرئيسية أحداث المجتمع العيون : الصراع النقابي حول منصب مدير المستشفى الجهوي مولاي الحسن بن المهدي حين تُختزل المصلحة العامة في التنافس على الكراسي

العيون : الصراع النقابي حول منصب مدير المستشفى الجهوي مولاي الحسن بن المهدي حين تُختزل المصلحة العامة في التنافس على الكراسي

IMG 20251021 WA0041
كتبه كتب في 21 أكتوبر، 2025 - 5:49 مساءً

صوت العدالة : حسن بوفوس

في سابقة تعكس حجم التوتر الذي بات يطبع المشهد الصحي بجهة العيون الساقية الحمراء، تفجّر خلال الأيام الأخيرة صراع نقابي محتدم حول منصب مدير المستشفى الجهوي مولاي الحسن بن المهدي، بعد ترشح قياديين نقابيين من إطارين مختلفين، في مشهد أثار استغراب المتتبعين واستياء الأطر الصحية على حد سواء.
فبدل أن يكون هذا التنافس مناسبة لتقديم كفاءات مؤهلة قادرة على تطوير الأداء داخل المؤسسة، تحول إلى مبارزة نقابية ضيقة يغلب عليها منطق الاصطفاف والولاءات، مما جعل النقاش ينحرف عن جوهره المهني إلى صراع حول النفوذ والتموقع داخل المرفق العمومي.
وتؤكد العديد من الآراء داخل الوسط الصحي أن هذا النوع من التجاذبات يسيء إلى صورة العمل النقابي ويفقده رسالته الأصلية في الدفاع عن حقوق العاملين وتحسين شروط العمل، إذ أصبح بعض المنتمين إلى العمل النقابي يستغلون مواقعهم لخدمة طموحات شخصية أو تصفية حسابات قديمة، في تناقض صارخ مع مبادئ المسؤولية والشفافية.
وقد تحولت القضية إلى موضوع نقاش واسع على صفحات التواصل الاجتماعي المحلية، حيث عبّر عدد من المهنيين والمواطنين عن امتعاضهم من هذا المشهد الذي لا يخدم إلا المزيد من الانقسام داخل الجسم الصحي، مؤكدين أن المؤسسة الصحية ليست ساحة لتجاذب النقابات أو لتقاسم المناصب، بل فضاء لخدمة المرضى وضمان استمرارية المرفق العام.
إن المنظومة الصحية، وهي تخوض اليوم ورش الإصلاح الوطني الكبير الذي أطلقته الدولة، تحتاج إلى كفاءات هادئة ومسؤولة بعيدة عن الصراعات النقابية والمصالح الضيقة. فحين يصبح التنافس على المسؤوليات الإدارية رهينًا بالانتماء النقابي بدل الكفاءة، تضيع البوصلة وتغيب المصلحة العامة.
ويبقى الرهان الحقيقي اليوم هو تحييد المؤسسات الصحية عن كل أشكال الصراع النقابي والسياسي، وإعادة الاعتبار لقيمة الاستحقاق والنزاهة في التعيينات، لأن المواطن في نهاية المطاف لا يعنيه من فاز بالمنصب، بقدر ما يعنيه أن يجد في المستشفى الجهوي خدمات لائقة ورعاية تحترم كرامته.

مشاركة