انس خالد/ صوت العدالة
شهدت مدينة العروي مساء يوم الجمعة الماضي مشهداً كارثياً يعكس حجم الإهمال المستشري في البنية التحتية للمدينة. شوارع تحولت إلى أنهار جارفة، منازل غمرتها المياه، وسيارات علقت تحت القناطر، فيما كان السكان عاجزين أمام قوتها، يشاهدون أملاكهم تتلف أمام أعينهم بلا أي تدخل فعّال.
الساكنة تؤكد أن المشكلة لا تكمن في قوة الأمطار، بل في ضعف تجهيزات الصرف الصحي، والبنية التحتية المهترئة، وسوء التخطيط الذي يحرم المدينة من مواجهة أبسط التساقطات المطرية. «كل مرة نفس السيناريو يتكرر»، يقول أحد السكان، معبراً عن إحباط واسع بسبب المشاريع الورقية التي تعجز عن الصمود أمام اختبار الواقع.
تأتي هذه الأزمة لتطرح سؤالاً ملحاً عن جدوى المشاريع المعلنة في العروي، وعن مدى جدية السلطات المحلية في حماية المواطنين من الكوارث الطبيعية. فبينما تتضاعف التقارير حول مشاريع وهمية وتجهيزات متقادمة، يبقى المواطن العادي ضحية سياسات غير مدروسة وتعامل ارتجالي مع الملفات الحيوية.
وبالنظر إلى حجم الأضرار، يتضح أن الوضع وصل إلى مرحلة الخطر، حيث لم تعد الأمطار مجرد حدث طبيعي، بل اختبار يومي لكفاءة التدبير المحلي. هذا الواقع يفرض مراجعة شاملة للخطط العمرانية وتحديث عاجل لشبكات الصرف الصحي، مع ضرورة محاسبة المسؤولين عن الإهمال المستمر الذي يهدد حياة وممتلكات السكان.
العروي اليوم ليست مجرد مدينة تغرق، بل مرآة تعكس هشاشة إدارة المدن الصغيرة في المغرب، حيث تظل المشاريع الورقية مجرد شعارات أمام قوة الطبيعة، والمواطن العادي يدفع ثمن هذا التقصير الممنهج.






