صوت العدالة- ثقافة وفن
توجت الشاعرة والكاتبة الإيفوارية تانيلا بوني بجائزة “تشيكايا أوتامسي” للشعر الإفريقي في دورتها الأخيرة، اعترافًا بمسيرتها الإبداعية المتميزة وإسهامها العميق في تطوير الخطاب الشعري الإفريقي المعاصر.
وخلال حفل التكريم، قام حاتم البطيوي، مدير الجائزة، بتسليم درع التكريم إلى الشاعرة المتوجة، وسط حضور أدبي وثقافي رفيع من مختلف الدول الإفريقية والعربية.
وتجسد الجائزة، التي تحمل اسم الشاعر الكونغولي الراحل تشيكايا أوتامسي، روح الانفتاح والتنوع التي تطبع الشعر الإفريقي، باعتباره ذاكرةً جمعيةً تُخلّد صوت القارة وإبداعها الإنساني.
درع الجائزة… رمزية “شجرة الباو باو”
وتسلمت تانيلا بوني درع الجائزة المتمثل في مجسم لشجرة الباو باو، وهي شجرة أسطورية إفريقية ترمز إلى الخلود والحكمة والجذور الراسخة في الأرض، في دلالة فنية على عمق الشعر الإفريقي وقدرته على الصمود والتجدد عبر الأجيال.
وظهرت الشاعرة الإيفوارية وهي تحمل الدرع إلى جانب الشاعر السنغالي محمد لامين صال، رئيس لجنة تحكيم الجائزة، الذي أشاد في كلمته بـ“القيمة الجمالية والفكرية العميقة” في تجربة بوني الشعرية، معتبرًا أنها “صوت يجمع بين الرهافة والوعي الاجتماعي والالتزام الإنساني”.
مسيرة أدبية ثرية
وتُعد تانيلا بوني من أبرز الأصوات الأدبية في ساحل العاج وإفريقيا الفرنكفونية، حيث راكمت على مدى عقود تجربة متعددة تجمع بين الشعر والرواية والنقد الفلسفي، وقد عُرفت كتاباتها بانتصارها للمرأة وللإنسان الإفريقي في مواجهة التحديات الاجتماعية والسياسية.
احتفاء بالقيم الثقافية الإفريقية
وتُعتبر جائزة “تشيكايا أوتامسي” من أهم الجوائز الأدبية في إفريقيا، إذ تهدف إلى تكريم الشعراء الأفارقة الذين يساهمون في إبراز الهوية الثقافية للقارة من خلال لغاتهم وأساليبهم المتنوعة، كما تروم تعزيز الحوار الثقافي الإفريقي–الإفريقي عبر الأدب والفنون.
ويؤكد منظمو الجائزة أن هذا التتويج يعكس التحول النوعي الذي يعرفه الشعر الإفريقي، إذ لم يعد محصورًا في القضايا المحلية، بل أصبح منفتحًا على القيم الكونية والإنسانية، ما يجعل من بوني رمزًا للإبداع الإفريقي الحديث بكل ما يحمله من وعي وعمق وتأمل.
