بقلم مصطفى شكري
صُعق مريدو الطريقة الكركرية الذين حضروا من عدة بلدان عربية واجنبية لاحياء موسم مولاي ادريس زرهون بقرار منعهم من احياء الموسم في مدينة زرهون ؟!!! فأقاموا الدنيا وأقعدوها بخرجات إعلامية وتصريحات طائشة وختموا شطحاتهم بنقل حفلهم لمدينة الناظور.
وحسب أحد أتباع الطائفة الفوزوية الكركرية، فإن طريقتهم مغربية ملكية، تحب ملكها ووطنها، ولا ترى اي تضاد مع السلطة” ويضيف قائلا” نحن نعرف جيدا ان السلطة لا تقوم بشيء الا لمصلحة السير العام. لكن نعرف من بعد هذا ان هذا المنع كان من طيش بعض شرفاء زرهون الذين يحملون حقدا للطريقة الكركرية”
▪طيش وجبن وشذوذ بكل ألوان الطيف
إن مثل هذه التعليقات تفيد بما لا يدع مجالا للشك أن السلطات الروحية والامنية على حد سواء اي وزارتي الاوقاف والداخلية أصدرتا قرارا عاجلا بمنع مشاركة هذه الطائفة الدينية المشبوهة من المشاركة في موسم مولاي ادريس زرهون وذلك بناء على عدة معطيات ومستجدات سنعمل على تفصيلها في هذا المقال، لكن قبل ذلك تجدر بنا العودة الى التصريح الكركري المذكور سلفا والذي يتحدث عن طيش بعض شرفاء زرهون الذين يحملون حقدا للطريقة الكركرية!!! ترى من أين استقى هذا المريد وأمثاله هذه المعطيات ومن أعطى الضوء الأخضر لمهاجمة شرفاء ادريس زرهون وتحميلهم مسؤولية المنع في الوقت الذي يقر فيه كل شرفاء الادارسة عدم تدخلهم في هذا الامر من قريب او بعيد!!
إن مثل هذه التصريحات هي الطيش عينه وتكشف جبن الطائفة الكركرية أمام قرار السلطات الامنية والروحية الوصية ومحاولاتها البائسة لإلصاق تهمة المنع بشرفاء موسم ادريس زرهون، هذا علما ان الطريقة الكركرية سبق لها وان شاركت في موسم مولاي ادريس زرهون للسنة الماضية حيث قامت بتقديم عجل كهدية وأحيت ليلتها الكبرى بالقبة الحسنية حسب إفادة أحد المتابعين لهذه الجعجعة الكركرية.
إن هذه الطريقة عرفت منذ نشأتها الكثير من الانتقادات والاتهامات بشأن طقوسها ومعتقداتها وذلك من داخل الصف الطرقي الصوفي بالمغرب وخارجه، فابتداء من الشعوذة والدجل، مرورا بالشذوذ والاتجار بالدين، وصولا إلى التآمر ضد مصالح الوطن والدول الشقيقة والصديقة. فمن هي الطريقة الكركرية؟ فحسب موقع “مونت كارلو الدولية” فإن هذه هذه الطريقة “حديثة المنشأ، مقرها في مدينة العروي بإقليم الناظور في المغرب. يُعرف أتباعها باسم “الفقراء” ويتميزون بردائهم المرقّع بألوان الطيف. (أي ألوان قوس قزح رمز الشذوذ الجنسي في العالم )
▪معتقدات باطلة وابتداع وتخريف وتحريف.
في حوار سابق مع الشيخ مولاي علي الريسوني سيد مجلس الصالحين وسليل زاوية الريسونيين فإن المدعو فوزي الكركري صاحب مرقعات قوس قزح لا يمت بصلة للزاوية الكركرية الأصيلة، قائلا بالحرف ” أنه لا يمثلها في شيء” وأنه لدى الجهات العليا والقطاع الديني والامن الروحي فإن هذه الزاوية لا يمثلها الا السيد عبدالعزيز الادريسي الكركري وأخوه الحاج محمد، وأن هناك أربعون طريقة من الطرق الكبرى هي المعتمدة من طرف الدولة وأن مجلس الصالحين لا يقبل الا ما تقبله الدولة ويكون مسجلا في التقييد الرسمي المعتمد من طرف وزارتي الاوقاف والداخلية. وأنه من علامات القبول بهذه الزاوية او تلك لدى الجهات الرسمية هي دعوة ممثليها في أعياد المولد النبوي الشريف و عيد العرش، وهو ما تحضى به كما سلف الذكر اربعون زاوية لا أكثر
و عن معتقدات طريقة فوزي الكركري في الحلول ووحدة الوجود أوضح مولاي علي أن كل من جاء بمثل هذه المعتقدات الباطلة فهو خارج عن صريح العقيدة الاشعرية ونحن براء منه. و عن سؤال اللباس الموحد للطريقة الكركرية الشهير بمرقعاته الملونة بألف لون ولون، يقول الشيخ مولاي علي الشريف الريسوني أن هذا ابتداع وتخريف وتحريف وتشويه للتصوف، ومخالف للشريعة، وأن كل تصوف لا يبنى على الشريعة فهو شيطاني.. لا يوجد لباس معين ولا لون معين، يكفي ان يكون اللباس محتشما وطاهرا. و عن ما يدعى ب ” الخلوة ” حيث جرت عادة فوزي الكركري ان يدخل مريديه لخلوة يخرج بعدها المريد وقد كُشفت له الحجب و امتلىء نوراً..!! يقول السيد مولاي علي أن ما يدعى بالخلوة مصطلح جديد ظهر عند بعض الطوائف وأن الاعتكاف الشرعي يغنينا عنه، و عن ظاهرة المبايعة بالهاتف الشائعة عند اتباع فوزي الكركري يقول السيد مولاي علي الشريف الريسوني أن هذا تخريف وأن الاجازة لا تكون الا بعد الاجتماع واللقاء المباشر و المذاكرة العميقة في أصول الطريقة وعلوم الدين، والله ولي التوفيق”
▪وشهد شاهد من أهلها
ومن جهته أفاد الأستاذ عادل الكركري، مقدم الطريقة العلوية الحسنية النورانية الكركرية والناطق الرسمي باسمها بأن الطريقة الفوزوية الكركرية منقطعة السند، لأن المسمى محمد فوزي ادعى ظلما وزورا وبهتانا أن والدنا الشيخ سيدي الحاج الحسن قدس الله سره قد أذن له في المشيخة، فهو بذلك أساء إلى والدنا الشيخ سيدي الحاج الحسن وإلى طريقتنا وإلى أجدادنا وإلى شيوخ أهل السلسلة التي يتصل سندها لرسول الله صلى الله عليه وسلم. ونحن نقول لهذا المتطفل إن الشرع يفترض عليه الدليل والبينة كما أثبته القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، لأن الشهادة الخطية تعتبر في الشريعة أعلى في الدلالة على الحق وإبطال الباطل كما هو معروف عند علماء الأمة وفقهاء الدين، وهذا مصداقا لقوله تعالى في سورة البقرة “يأيها الذين آمنوا إذا تداينتم بدين إلى أجل مسمى، فاكتبوه فالله أمر بالكتابة ولهذا كان أهل الله والشيوخ الربانيون فسيدي العلاوي قدس الله سره كتب لسيدي الطاهر شيخ سيدي الحاج الحسن إذنا خطيا يوجد ضمن مستندات الزاوية الأصلية بتمسمان، وأيضا كتب لسيدي المدني بتونس وحتى والدنا الشيخ سيدي الحاج الحسن رأى الفتنة من أخيه الطيب وابنه فوزي وهذا ما كان يصرح لنا به في حياته، فكتب إذنا بخطه طاعة لأمر الله ولإقامة الحجة لابنه ووارث سره الوحيد سيدي د محمد نورالدين الكركري قدس الله سره، وبهذا يكون والدنا الشيخ المربي قد أقام الشريعة وقطع الطريق على كل مدع ومتطفل بعد وفاته كأمثال فوزي.
▪عبادة المريدين لفوزي الكركري والسجود له
فخلاصة القول يقول عادل الكركري “إن محمد فوزي لا عهد له ولا سند له ولا إذن له، فهو منقطع السند فأحدث هذه الطريقة بقصد الشهرة وجمع الأموال… لذا فإننا نرى منهج فوزي فاسد، وأن أتباعه غرقوا في أوحال الشرك والضلال والدجل والكفر، وأناشدكم الله أن تسألوا عن السر الثاني عند فوزي إنه عبادة المريدين لفوزي والسجود له واسألوا عن ماهية السرين الثالث والرابع، إنه الإلحاد الصريح والكفر البواح، إنه انحراف خطير يغير عقيدة المسلمين ويفسد إيمانهم بالله تعالى وسيدلي من انسحب من طريقته بهذه الشهادة إن شئتم، كما أكد لنا الفقراء المنسحبون من طريقته أن النور الذي يعطيه فوزي هو نور سفلي شيطاني من نفحات إبليس، وهذا حال المدعين جميعا الذين سقطوا في قبضة إبليس لعنه الله، كما أكدوا لنا أن ذلك النور الذي يدعيه فوزي ناتج عن فتح العين الثالثة، وهذا منهج وأسلوب البوذيين الذين بدورهم يرون هذا النور السفلي بفتح هذه العين بواسطة التأمل الباطني، فهل يجوز لنا أن نقول إن هذا هو نور الحق تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا… وفي ما يتعلق بالدوافع من لباس المزركش فأقول إن فوزي يدعي أن هذا اللباس هو الخرقة التي كان يلبسها الفاروق عمر رضي الله عنه والسادة الصوفية، وهذا يثير الإستغراب والاشمئزاز والضحك. فبالله عليكم هل هذه هي الخرقة المعروفة التي كان يلبسها الشيوخ الربانيون؟ كلا وألف كلا.. مرقعة سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه كانت بنفس الثوب البالي والرث الذي كان يلبسه وكان بجبته سبع عشرة رقعة، وهذا حال رباني أخبر المولى عز وجل به في التوراة، وقال لا تسلم مفاتيح القدس إلا لخليفة من المسلمين يدخل باب المقدس ماشيا وغلامه راكبا وبجبته سبع عشرة رقعة، وسيدنا عمر كما هو معروف كان يفترش الثرى ويتوسد الحجر ويلتحف السماء، وكذلك الشأن للسادة الصوفية الذي اتخذوا الخرقة دليلا على الزهد والتبتل وإيثار الآخرة على الدنيا. أما المرقعة أو اللباس عند فوزي فلا يمت لا من قريب ولا بعيد للزهد، بل تجده أحرص الناس على متع الحياة وجمع الأموال وحيازة العقارات. فمرقعة فوزي ثوب يتم خياطته بأربعمائة درهم، ويلبسه فوزي وزاويته مشيدة بالرخام ويركب في السيارات الفارهة إلى غير ذلك. ونحن نقول أن اتخاذه لهذا اللباس الملون والمزركش وإلزامه لاتباعه بارتدائه له دلالة عند الماسونية، فهو أولا وقبل كل شيء له علاقة بالرمز العالمي الماسوني للشذوذ الجنسي. ثانيا، له علاقة بقبائل الجن التي يعبدها السحرة حتى تخدمهم وله علاقة بالميل النسوي، واللون البرتقالي الذي يلبسه فوزي فهو لون لا يلبسه في الماسونية إلا من وصل درجة الكهان. ولمن أراد أن يتأكد من هذه الأمور فعليه أن يتصفح مواقع الماسونية. والغريب أن فوزي أقدم في الآونة الأخيرة على صباغة قبة ضريح جدنا الشيخ سيدي مولاي الطاهر باللون البرتقالي، مخالفا بذلك جميع قباب الأضرحة بالمغرب المصبوغة باللون الأخضر أو الأبيض والشيء الوحيد الذي لا علاقة له بهذه الألوان هو دين الإسلام الحنيف الذي يعرف اللون الأبيض والأخضر فقط.
▪خروج صريح عن قانون مدونة الأسرة
” ولا يفوتتي أن أتطرق إلى أمر خطير، حيث أن فوزي خرج عن جادة الصواب وأصبح غير خاضع للشرع والقانون ضاربا عرض الحائط قانون مدونة الأسرة، فأصبح يقوم بتزويج المريدات بالمريدين بدون إبرام عقد الزواج على شاكلة الشيعة الذين يجوزون نكاح المتعة، وهذا ما حدث في الآونة الأخيرة للأخت سناء المواطنة المغربية المقيمة بفرنسا، حيث أقدم فوزي على تزويجها بالمسمى زاباتا ادريان الذي يقيم منذ أربع سنوات بطريقة غريبة بمنزل محمد فوزي، ثم تركها بعد مرور ثلاثة أشهر من هذا الزواج الباطل، مما دفعها إلى كتابة بيان نشرته على مواقع التواصل الاجتماعي بينت فيه الممارسات المخالفة للدين والقانون التي يرتكبها محمد فوزي . وأخيرا، فالطريقة العلوية الحسنية النورانية الكركرية بتمسمان تتبرأ من هذه الطريقة ومن متزعمها فوزي المفتري على والدنا الشيخ سيدي الحاج الحسن قدس الله سره، وتؤكد لجميع المسلمين داخل المغرب وخارجه أن الشيخ الكامل سيدي الحاج الحسن رحمه الله لم يأذن له ولم يعهد له بالمشيخة. وتلتمس من وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية والقائمين على الشأن الديني المحلي والوطني التدخل لإيقاف هذا الشخص الذي يسيء للتصوف وأهله الخارج عن منهج التصوف السني”.
▪التصوف الماسوني والدجل الاصطناعي.
وبخصوص جعجعة محاضرة ” التصوف الحي والذكاء الإصطناعي نستطيع القول أن “الشيخ الفعلي للزاوية الفوزوية الكركرية هو الامريكي المدعو يوسف كيزويت عضو هيئة التدريس بكلية اللاهوت في جامعة شيكاغو. وهو المستضيف والمؤطر الفعلي لمحاضرة ” التصوف الحي والذكاء الإصطناعي”!! والذي يعمل وفق أجندة مؤسسة راند الأمريكية التي توصي في تقاريرها للإدارة الأمريكية ب “بناء شبكات مسلمة معتدلة Building Moderate Muslim Networks ”’، وفي مقدمتها دعم الطرق الصوفية لمواجهة ”الاسلام الحركي”، وتقديم الدعم المادي والمعنوي للتيارات الحداثية والعلمانية، ومن المعلوم أن مؤسسة راند من مراكز التفكير والتوجيه التي توجّه وترسم السياسة الخارجية الأمريكية.
فنحن أمام تصوف ماسوني بدجل اصطناعي وأقرب ما يكون لمذهب “الكابالا” اليهودي الباطني (الغنوصي) الذي يحاول أتباعه اليوم نشره عالميا بمعزل عن الدين اليهودي بحيث يُقدم كفلسفة روحانية يمكن اعتناقها دون أن يغير المرء دينه.
يقول الدكتور عبد الوهاب المسيري في موسوعة اليهودية إن القبالاه هي مجموعة التفسيرات والتأويلات الباطنية والصوفية عند اليهود، فاسمها مشتق من كلمة عبرية تفيد معنى التواتر أو القبول أو التقبل أو ما تلقاه المرء عن السلف، أي «التقاليد والتراث», وكان يُقصد بها أصلاً تراث اليهودية الشفوي المتناقل فيما يعرف باسم «الشريعة الشفوية»، ثم أصبحت الكلمة تعني منذ أواخر القرن الثاني عشر «أشكال التصوف والعلم الحاخامي المتطورة»، وقد أطلق العارفون بأسرار القبَّالاه على أنفسهم لقب “العارفين بالفيض الرباني”، ويمكن القول إن هذا المذهب يمثل الجانب الصوفي الباطني لليهودية. [موسوعة اليهودية، 14/ 17].
كما ترتبط هذه الطائفة الفوزوية الكركرية القزحية بوشائج وروابط وصلات قوية بطائفة “شهود يهوه” هي طائفة دينية تضع نفسها ما بين اليهودية والمسيحية. والتي تأسست في الولايات المتحدة الأمريكية في عام 1874 على يد تشارلز تيز راسل، لذلك عرفت في بداياتها باسم “الراسلية”، كما عرفت أيضاً بمجموعة دارسي الإنجيل الجدد. أما الإسم الأخير الذي اشتهرت به، “شهود يهوه”، فنسبة إلى “يهوه” إله بني إسرائيل بحسب العهد القديم في سفر الخروج.