الذكرى 66 لإستشهاد علال بن عبد الله : شرارة المقاومة

نشر في: آخر تحديث:

ياسين بن رمضان /صوت العدالة

خلذ  الشعب المغربي يوم أمس الأربعاء 11 شتنبر الجاري الذكرى ال66 لإستشهاد البطل علال بن عبد الله، وهو من صفوة الشهداء الأبرار الذين برهنوا، بنضالهم وافتدائهم بالروح وبالدم، عن سمو الروح الوطنية والمقاصد النبيلة للاستماتة والتفاني في حب الوطن والدفاع عن مقدساته.

ويستحضر المغاربة، بهاته المناسبة، مدى الحس الوطني والوعي النضالي الذي عبر عنه الشهيد علال بن عبد الله بن البشير الزروالي، الذي وهب روحه دفاعا عن مقدسات الوطن وثوابته، بعد نفي الإستعمار الفرنسي لجلالة المغفور له محمد الخامس رفقة الأسرة الملكية الشريفة في تاريخ 20 غشت 1953

ولعل تخليد هاته الذكرى التي كانت بمثابة حدث فيصلي في مسار الكفاح الوطني  هي إستحضار لمعاني التضحية التي أبان عليها الشهيد علال بن عبد الله و التي كانت خير دليل عن الروح الوطنية الخالصة.

و قد ولد الشهيد بجرسيف سنة 1916 حيث ترعرع و عاش معظم مراحل حياته بها و بالضبط بقبيلة هوارة أولاد رحو حيث إمتهن حرفة الصباغة بمسقط رأسه بمقهى(مقهى المواعيد حاليا) كان قد إكتراها بوسط جرسيف والكائنة قرب مقر جماعة جرسيف حاليا.

ليرحل في وقت لاحق صوب مدينة الرباط ليستقر بحي العكاري لتكون أولى خطواته في التشبع بالفكر الوطني حيث تصدى يوم الجمعة 11 شتنبر 1953 لموكب صنيعة الاستعمار “ابن عرفة” الذي كان متوجها صوب مسجد أهل فاس لأداء صلاة الجمعة، ليبرهن بهذه الخطوة المقدامة عن قمة الشعور الوطني ومدى تمسك المغاربة بملكهم الشرعي، وموقفهم الرافض بنفي رمز سيادة الأمة جلالة المغفور له محمد الخامس، طيب الله ثراه، وأسرته الملكية الشريفة.

و تعود تفاصيل عملية شرارة إنطلاق ثورة الملك و الشعب حينما إنطلق الشهيد علال بن عبد الله بسيارة من نوع “فورد” رمادية اللون بسرعة في إتجاه موكب ابن عرفة حاملا بيده سلاحا أبيض غير أن ضابطا استعماريا إرتمى عليه معترضا سبيله، وفي نفس اللحظة، أطلق مجموعة من رجال البوليس السري كانوا متواجدين بنفس المكان، النار على الشهيد علال بن عبد الله حيث سقط على الأرض مصابا بثماني رصاصات.

و كانت عملية علال بن عبد الله الإستشهادية تسجيدا  لمواقف النضال الوطني في مواجهة الإستعمار الأجنبي ، وأوج التضحية الوطنية باسترخاص النفس والنفيس وافتداء الروح التي هي أعز ما عند الإنسان في سبيل المقدسات الدينية والثوابت الوطنية.

وقد كانت لهاته العملية الفدائية الجريئة صدى كبيرا لدى المغاربة حيث ألهبت الحماس الوطني وأججت روح المقاومة لتتوالى فصولها عبر عمليات نضالية رائدة لمنظمات وتشكيلات وخلايا الفداء لتكون عملية الشهيد علال بن عبد الله شرارة إنطلاقة ثورة الملك و الشعب

وكان لهذه العملية الاستشهادية البطولية والجريئة للشهيد علال بن عبد الله أثرها البالغ في زعزعة كيان الاستعمار، حيث اندلعت على إثرها المقاومة المغربية وتوالت فصولها وأطوارها من خلال عمليات نضالية رائدة، بمباركة من الملك المجاهد الذي كان يؤمن بحتمية انتصار الثورة المباركة للملك والشعب على الظلم والطغيان.

اقرأ أيضاً: