صوت العدالة: عبد القادر خولاني.
في أجواء مفعمة بالفخر والاعتزاز تألقت كل المؤسسات التعليمية التابعة للمديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بالمضيق الفنيدق ، في مشاركتها في تخليد الذكرى 50 للمسيرة الخضراء المظفرة التي ستحل يوم الخميس 06 نونبر 2025 ، تطبيقا للمذكرة الوزارية التي خصصت الفترة الممتدة من 01 إلى 10 نونبر الجاري لتنظيم أنشطة تربوية و تثقيفية و فنية و رياضية و تواصلية انسجاما مع التزامات و أهداف خريطة الطريق 2022/2026 ذات الصلة بتعزيز التفتح و المواطنة ، و حرصا من الوزارة على تنمية الوعي الوطني لدى الناشئة ،و تعزيز روح الانتماء للوطن وترسيخ القيم الوطنية في نفوس التلاميذ والتلميذات، التي صادفت هذه السنة الانتصار الدبلوماسي المغربي الذي جسده قرار مجلس الأمن الدولي 2797 القاضي باعتبار مقترح الحكم الذاتي الحل الوحيد لإنهاء النزاع المفتعل بخصوص الصحراء المغربية، الذي هو ثمرة للجهود الدؤوبة لجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده
انطلقت الأنشطة التربوية بترديد النشيد الوطني وقسم المسيرة الخضراء كتعبير عن الوفاء لمبادئ المسيرة وأهدافها العظيمة، في وقت ألقى فيه التلاميذ قصائد شعرية جسدت حبهم العميق للوطن واعتزازهم بتاريخهم المجيد، تبعته كلمات مدراء المؤسسة التي سلطت الضوء على الأبعاد التاريخية والسياسية للمسيرة الخضراء وأثرها العميق في تعزيز الوحدة الوطنية، كما تم تقديم عروض تفاعلي حول تاريخ المسيرة ، من خلال استعراض مراحل وتاريخ و أحداث المسيرة الخضراء بأسلوب فني استعراضي معاصر يعكس نضال الآباء و الأجداد من أجل استرجاع الأقاليم الجنوبية بقيادة المغفور له الملك الراحل الحسن الثاني وحيوية الشباب وحماسهم و اندفاعهم، ما أضاف طابعًا مميزًا، وأعاد إلى الذاكرة تفاصيل الحدث التاريخي الكبير ليعيش الحاضرون أمجاد آبائهم و أجدادهم ، ويتشبعوا بروح الوطنية و المشاركة بين الأجيال.
ومن أجل ذلك كله وعلى سبيل المثال لا الحصر، أعدت مدرسة عبد الله ابراهيم والثانوية التأهيلية للاخديجة بمرتيل تحت إشراف وجهود الطاقم الإداري والتربوي، برنامجا حافلا بالأنشطة المتنوعة من أغاني ورقصات ومسيرات رمزية ومسرحيات ومسابقات رياضية وفنية وكرنفال احتفالي يجوب الشوارع الرئيسية بعمالة المضيق الفنيدق و غيرها من مظاهر الاحتفال بهذا الحدث التاريخي المجيد، في أجواء بهيجة وبمشاعر الفخر والاعتزاز، فضلا عن تزيين جدران المؤسسة بخريطة جدارية للمغرب، التي جسدت الوحدة الترابية للمملكة واسترجاع الأقاليم الجنوبية بطرق سلمية، لتكون رمزًا للسلام والوحدة.
ومما أضاف لمسة جمالية على المشهد الاحتفالي، شهدت الأقسام الدراسية وساحة المؤسسة احتفالات متنوعة تحت إشراف الطاقم الإداري والتربوي، مرددين الأهازيج والشعارات الوطنية، حاملين الرايات والمصاحف، في تعبير فريد عن الولاء والانتماء للوطن، حيث كانت هاته الاحتفالات الرمزية مثالية للتفاعل مع تاريخ المملكة، مما أتاح للتلاميذ فرصة التأمل في معاني الهوية الوطنية والاعتزاز بماضٍ مجيد، و التي تركت في نفوسهم شعورًا عميقًا بالفخر والانتماء.
وقد انطلقت الفعاليات بورشات متعددة ومختلفة من بينها الأناشيد والرسم التي أبدع فيها التلاميذ في التعبير عن المسيرة الخضراء عبر لوحات فنية جسدت أحداث المسيرة الخضراء ووحدة الوطن وحبهم له، حيث تمثلت هذه الأعمال الفنية في طموحات الشباب ورغبتهم في المساهمة بمستقبل مشرق للمملكة، في إطار من التفاعل الإبداعي مع الحدث التاريخي.
لقد تركت هذه الفعاليات أثرًا عميقًا في قلوب التلميذات والتلاميذ، وعززت من فخرهم بتاريخهم المجيد، وزرعت فيهم شعورًا بالمسؤولية تجاه وطنهم، مما يساهم في بناء جيل واعٍ وملتزم بمواصلة مسيرة البناء والتقدم.
بالفعل هذه الأنشطة الرائعة شكّلت فرصة لترسيخ أبعاد ودلالات المسيرة الخضراء في نفوس الأجيال الصاعدة، باعتبارها ملحمة شعبية تكرس الوحدة والتلاحم الوطني الذي يبقى متجذراً في وجدان كل مغربي.







