صوت العدالة- عبد السلام العزاوي
كشف الدكتور عبد الله عبد المومن، أستاذ التعليم العالي بكلية العلوم الشرعية بالسمارة، عن التنوع في المفاهيم حول التدين، بين الفقهاء والمتصوفة و الفلاسفة وعلماء الاجتماع، بحكم معظمها لا يخرج عن نطاق مقاربة التدين عن مفهوم العبادة أو العمل أو القرب.
وابرز الدكتور عبد الله عبد المومن، خلال مداخلته في الندوة العلمية المنظمة يوم الجمعة 31 مارس 2023، بمدينة ذات البحرين، ضمن فعاليات الدورة الثانية من رمضانيات طنجة الكبرى من طرف مؤسسة طنجة الكبرى للعمل التربوي والاجتماعي والثقافي والرياضي التي يرأسها عبد الواحد بولعيش، بشراكة مع المديرية الجهوية لوزارة الشباب والثقافة والتواصل قطاع الشباب بجهة الشمال. بكون أصل معنى التدين في القرآن،( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون)، وفصله قول النبي صلى الله عليه وسلم، يرويه عن ربه: (يا عبادي إني ما خلقتكم لأستأنس بكم من وحشة ولا لأستكثر بكم من قلة ولا لأستعين بكم من وحدة على أمر عجزت عنه ولا لجلب منفعة ولا لدفع مضرة وإنما خلقتكم لتعبدوني طويلا وتذكروني كثيرا وتسبحوني بكرة وأصيلا).
لذلك يعد ارتباط التدين وفق الدكتور عبد الله عبد المومن استاذ التعليم العالي بكلية العلوم الشرعية بالسمارة، آكد بحكم اشتقاقه من الدين باعتباره تعاليم أمر الله تعالى بها عن طريق أنبيائه وهي وحي منزل على عباده، ابتغى منهم الاستجابة التكليفية لكل ما آمر به الله عز وجل.
كما أوضح الدكتور عبد الله عبد المومن، بان اهتمام علماء الاجتماع و الفلسفة والفكر بمفهوم التدين اجزم، بحكم الصوفية، عند حديثهم عن الدين والتدين تحدثوا عن مصالح العمل التجريدي التعبدي التقريبي. مع مقاربتهم للمفهوم بشكل تفصيلي، بالمقابل كتب البعض عن التدين بدون دين، والبعض الآخر كتب عن التدين من منطلقات إيديولوجية معينة.
واستحضر الدكتور عبد الله عبد المومن، مخطط شرح مقامات الدين، للإمام السنوسي، الذي عرف التدين بإسقاط الحظوظ في الوجهة إلى الله تعالى وتصحيح العزم بامحاض القصد في معاملة الرب وسداد السعي لموافقة القلب حتى يجتمع القصد والسعي على منهاج التوحيد. وهذا المفهوم قاربه الفقهاء بجعلهم التدين على مراتب وأرقاها ما فيه الاخلاص بينا لله جل وعلا.
وتطرق الدكتور عبد الله عبد المومن أستاذ التعليم العالي بكلية العلوم الشرعية بالسمارة، في الندوة التي عرفت مداخلة الأستاذ يوسف الزيدي وحضور النائب البرلماني الحسين بن الطيب، الشاعرة والكاتية بهيجة البقالي القاسمي، عصام الغاشي نائب عمدة طنجة، إلى ضوابط التدين، عبر استحضاره لوجهة نظر الشيخ زروق، المعتبر الدين مبني على التبصر الباطني أو ما يصطلح عليه بالبصيرة، والبصر عقلي.
