إن لحظة الدخول المدرسي لهذه السنة الدراسية2023/2024 كان من المنتظر ألا تكون حدثا عاديا داخل مجتمع يريد أن يرتقي في سلم التحضر والتنمية ،وأن لاتبقى عملا وزاريا ولن لا تتحول إلى لحظة عذاب وٱغتراب جماعي، بل كان من المنتظر أن تكون عرسها بهيجة وعطرا فيحاء يفيض عن أسوار المؤسسات تعرفه مختلف حساسيات المجتمع بعيدا عن منطق الزواق والتضليل.
إن الدخول المدرسي لسنة 2023/2024 التي تباركه النقابات الأكثر تمثيلية بموافقة الحكومة بخصوص النظام الأساسي لرجال ونساء التعليم والقبول بأنصاف الحلول والإقرار به مع الدخول المدرسي ما هو إلا دليل على فشل الحكومات والعجز على تأمين الدخول المدرسي العادي لكل المواسم الدراسية من حيث توفير الموارد البشرية والبنية التحتية والمناهج والبرامج التعليمية اللازمة مما يدل على الإرتجال والتغيرات التي تعيشها المؤسسات التعليمية مع بداية كل دخول مدرسي، مما يزيد من معاناة التلاميذ وأسرهم خاصة من سبب عدم تمكنهم من نفس فرص التعليم والمشاكل التي يتخبط فيها مما يتضح من خلال التقارير المنجزة سنويا من طرف منظمات دولية والتي تصنف المغرب ضمن المراتب المتأخرة.
إنه للأسف الشديد أن المنظومة التربوية تعرف تعاقب عدة وزراء من أحزاب مختلفةكل منهم يأتي بسياسة تعليمية خاصة يتخبط فيها دون نتائج إلى حين مجيء وزير آخر فيغير الوضعية حسب هواه دون إستراتيجية واضحة المعالم فتبقى المسألة عملية إجترار بين مسؤولين لا علاقة لهم بالميدان لإصلاح المدرسة العمومية المغربية.ومن تم فشل المنظومة التعليمية نتيجة الدور السلبي للعامل السياسي المتحكم بشكل كبير في العامل الإصلاحي التربوي التعليمي وذلك في غياب واضح وجلي لأي إستراتيجية موضوعية وفاعلة للتنزيل تعكس الأهداف الكبرى للإصلاح التي تنادي بها جل الخطابات الملكية.
إن قضية التربية يجب أن تحضى باهتمام كبير باعتبار أن النموذج التربوي يسعى إلى تحرير الإنسان من كل أشكال القيود، والجهل بهدف حرية الفكر، وتحرير العقل الإنسانية، إذ يجب أن يشكل موضوعا مركزيا في الحياة بجميع تجلياتها.
فالأستاذ عبد الله العروي قال؛”إنه لا يوجد مفكر كبير تطرق للسياسة وأهمل التعليم”وهذا هو مربط الفرس الذي جعل إحدى تقارير البنك الدولي تستبعد الحديث عن الإصلاح التعليمي في المغرب قبل 50 سنة.
إذن فالربط بين السياسة والتعليم أو بالأحرى الربط مع النظام السياسي لا مفر منها .ف جون جاك روسو اعتبر أن التربية وسيلة سياسية واعتبر السياسة ذاتها شكلا من أشكال التربية.
والخلاصة إنه لم يعد هناك شك أن التعليم رهان إستراتيجي في التنمية والتقدم،بالتجارب الدولية التي أحدثت النقلة النوعية وأنجزت نهضتها كان سبيلها هو الاستثمار في الرأس مال البشري عن طريق التربية والتعليم، وأن تقرير اليونسكو لسنة 2015 ربط في خلاصاتة التركيبية اعتمادا على قراءة تجارب متعددة بين التعليم والفقر وبين التعليم والمساواة وبين التعليم والإصلاح الزراعي وبين التعليم والديمقراطية.لذا يجب أن يكون الإصلاح في قلب مجتمع المعرفة وأن التعليم لا يستقيم مع بنية الفقر والهشاشة والإقصاء الإجتماعي والتجاوزات الاجتماعية، ذلك فهو في قلب العدالة الإجتماعية المجالية.
محمد الموستني
الدخول المدرسي بين مكامن الخلل ومقاربات الإصلاح
كتبه Aziz Benhrimida كتب في 7 سبتمبر، 2023 - 4:04 مساءً
مقالات ذات صلة
19 يناير، 2025
احتلال الملك العمومي في حي بنكيران: غياب الجمالية وسط صمت السلطات
يعاني حي بنكيران من ظاهرة مقلقة تتجلى في احتلال الملك العمومي بشكل فوضوي أمام مسجد بنكيران وخلفه، في مشهد يتناقض [...]
19 يناير، 2025
السجن المحلي بالعيون ينفي تعرض أحد النزلاء للتعنيف ويوضح ملابسات الإصابات
نفت إدارة السجن المحلي بالعيون، ادعاءات والدة أحد النزلاء الأحداث بهذه المؤسسة بـ”تعرضه للضرب على يد أحد الموظفين” و”وجود آثار [...]
19 يناير، 2025
مسيرة وطنية بالرباط رفضا لمشروع قانون تنظيم الإضراب
شهدت العاصمة الرباط، الأحد 19 يناير 2025، مسيرة وطنية نظمتها “جبهة الدفاع عن الحق في ممارسة الإضراب“، احتجاجا على مشروع [...]
19 يناير، 2025
محكمة النقض بالمغرب تقر بشرعية استخدام “واتساب” لإبلاغ المشغل بحالات الغياب بسبب المرض
في قرار حديث، أصدرت محكمة النقض بالمغرب مؤخرا حكمًا هامًا بخصوص اعتبار تطبيق “واتساب” وسيلة صالحة لإبلاغ المشغل بحالات الغياب [...]