صوت العدالة – هيئة التحرير/الدار البيضاء
الدار البيضاء ، كبرى مدن المغرب، والعاصمة الاقتصادية للمملكة،تعرف اكتظاظا سكانيا كبيرا،وانتشار لأحزمة الشركات الصناعية بشكل غير مدروس،ما يتسبب في تلوث البيئة وتفشي أمراض خطيرة،حيث وصل عدد سكانها حسب إحصائيات 2014 الى 4 ملايين و270 ألف و750 نسمة من بينهم 28 ألف و161 أجنبيا، أي 12.6% من الساكنة الاجمالية للمملكة.
كما تعرف العاصمة الاقتصادية اكتظاظا خطيرا للعربات،حيث تتجاوز حركة السير 35 ألآف سيارة يوميا بمدار الدار البيضاء لوحده، حسب معلومات عن الشركة الوطنية للطرق السيارة بالمغرب.فيما تفيد إحصائيات ولاية الدار البيضاء الكبرى أن الحظيرة تصل لأكثر من 600 ألف سيارة أي ما نسبته 36 % على الصعيد الوطني. 80 % منها يستعمل وقودا يحتوي على الرصاص وديوكسيد الكبريت.
كما يناهز النشاط الاقتصادي المكثف بالمدينة ونواحيها 50% من النشاط الصناعي بالمغرب.
هذا الضغط الخطير على المدينة،ييؤدي حسب وحدة قياس التلوث الصناعي الى تلوث الهواء بنسبة 100% ميكروكرام في المتر المكعب،في حين أن القياس المعتمد من الاتحاد الأوربي لا يتجاوز 40% في أقصى الأحوال.
والأمراض المنتشرة بالمدينة حسب مصادر طبية : ضيق التنفس،الربو،سرطان الرئة،اضطرابات التنفس،أمراض الأنف،الحساسية. وتؤكد الدكتورة زبيدة عبادي بهذا الخصوص وهي طبيبة الأمراض الصدرية، أن سكان الدار البيضاء معرضون أكثر من غيرهم للإصابة بأمراض التنفس،نتيجة تلوث الهواء، إذا تضم هذه المدينة نحو 20 %من المصابين بتلك الأمراض و37% بأمراض حساسية الأنف و 16% من المصابين بالربو.
ورغم خطورة الوضع، فإن المسؤولين المحليين بالعاصمة الاقتصادية يرون أن في الأمر مبالغة، ويعتمدون في هذا على التقارير الأسبوعية الخاصة بمراقبة حالة الهواء، التي تؤكد حسب تصريحاتهم أن مستوى مادة “ديوكسيد الكبريت” تظل دون الحد العالمي، الذي صادقت عليه منظمة الصحة العالمية.
السؤال المطروح بعد هذا الواقع المؤلم، هو هل هناك من مخارج آمنة للتقليل من مخاطر هذا التلوث القاتل؟ وما هي الحلول الممكنة للتقليل من آثاره؟