الخميسات واحتفالات فاتح ماي ذات البعد الإنساني العميق

نشر في: آخر تحديث:

صوت العدالة – صباح لحسيني

رغم التشويش، ورغم التآمر لدحض كل المكاسب النقابية بمدينة الخميسات سواء عن طريق إشاعات يسوق لها أعداء النضال ، لتبقى كلها إشاعات كاذبة مدفوعة الأجر، إلا أن العمل النقابي بألف خير وهذا ما رأيناه وعايشناه في فاتح ماي لهذه السنة ، نقابات بكل أطيافها خرجت للشارع لتعبر عن رفضها لقرارات الحكومة المتعنتة ، والتي أفسدت فرحة العيد برفضها للحوار الاجتماعي ، وأصرت على أن يكون احتفال فاتح ماي احتفالا حزينا بكل المقاييس ، كون النقابات بمختلف تلويناتها علقت عليه آمالها في رد الاعتبار لمصداقية نقابات تعيش خريف عمرها.
فاتح ماي هذه السنة طبعه الحزن على الأوضاع المزرية، والتنديد بالتضييق على الحريات النقابية والكشف عن المراوغات التي تقوم بها الحكومة للإجابة عن الملفات المطلبية .
ففي الخميسات مدينة المناضلين كان الاحتفال بشهادة الجميع ترجمة للعمل الجاد والهادف الذي يعطي للعمل النقابي وزنه ، خصوصا إذا ما رصدنا وجود مناضلين معروفين بالجرأة والنضال المستقيم والمتمسكين بالمبادئ والسمعة الطيبة والقناعات الفكرية والانصهار وسط احتياجات السكان لدفاع عن حقوقهم اليومية والذين كثيرا ما رأيناهم في معترك الدفاع عن بعض الفئات خصوصا النساء عرضة لفرط الاستغلال وضحايا التحرش الجنسي في أماكن العمل أو الدفاع عن شغيلة تعمل بقطاعات غير مهيكلة في وضع العبودية وبدون أدنى حماية .
النقابات في مدينة الخميسات استطاعت النجاح في تعبئة مناضليها للاحتفال بفاتح ماي هذه السنة ليكونوا حاضرين جنبا إلى جنب مع الجماهير للتعبير عن معاناتهم وآلامهم الحقيقية، ويكفي أنهم ترافعوا وبقوة للانتصار لقضايا إنسانية من خلال التنديد بما وقع للطفلة هاجر ضحية العمود الكهربائي ، فكانوا الأكثر حماسا وقوة للتعبير عن سخطهم على الأوضاع، كل ذلك بفضل مناضليها المعروفين بكفاءتهم وبتجربتهم المريرة، مناضليها الذين يترفعون على ما يقع الآن داخل نقابات غارقة في الانحراف والانتهازية بأبشع صورها والاسترزاق من العمل النقابي حتى أصبحت تفتقد المصداقية والثقة النضالية لدى الكثيرين.
رغم ما يدعيه البعض من ضعف للنقابات في ظل سياسة التبخيس لكل عمل نضالي ، إلا أنها استطاعت إرباك حسابات البعض، ونشر الخوف في الكثير من المؤسسات ، وعملت بكل قوة لديها لتستطيع التغيير، فمهما جرمت الحكومة العمل النقابي الحقيقي لأنها بحاجة إلى نقابات تبارك سياستها لا إلى نقابات تنظم نضالاتها بكل رقي وبأرفع مستوياتها ، إلا أن محاربة النقابات بألاعيب قذرة أضحت واضحة خصوصا عندما اتخذت من بعض الأبواق صوتها لنشر سياسة التيئيس وفقدان الثقة في العمل النقابي ، فيصبح كل نقابي في منظورها منحرف ومنحط واسترزاقي، ليفقد كل عمل نقابي المصداقية ولا يستطيع الانتماء إليه إلا شرذمة قليلة من ذوي الضمائر الحية والتي لن تنطلي عليها مثل هذه الأساليب التضليلية ، لأنها دائما على وعي بأن النقابة هي أداة تغيير غير مرغوب فيه كونها تزعزع وتغير مسار قضايا مهمة وتعبر عن مواقفها من عدد من القضايا تشغل الرأي العام .
من المؤكد أن فاتح ماي هذه السنة بالخميسات كان له ذلك العمق والبعد الإنساني في إعطاء الشغيلة فرصة لإسماع صوتها ولو بشعارات تنديدية روت ظمأها للدفاع عن متطلباتها ، لتبقى احتفالات ومسيرات ايجابية قد تعيد بعض النقابات إلى السكة الصحيحة رغم بعض المناوشات والتي كانت قابلة للاحتواء.

اقرأ أيضاً: