في مشهد يندى له الجبين وتدمع له عيون الغيورين على نظافة وجمالية المدينة، يعيش محيط سوق المعمورة بمدينة الخميسات، التابع ترابيًا للملحقة الإدارية الخامسة، حالة كارثية بكل المقاييس، عنوانها البارز: الأزبال، النفايات، الفوضى، والإهمال
روائح كريهة تزكم الأنوف، وأكوام من النفايات منتشرة على طول الطريق ومحيط السوق، مشاهد توحي وكأن المدينة تُركت لقدَرها أو أنها خارج الخريطة الحضرية. والمثير في الأمر أن هذا الوضع الشاذ لا يقتصر فقط على زوايا بعيدة أو أزقة معزولة، بل يتواجد في نقطة حيوية تعرف إقبالًا يوميًا من مئات المواطنين والتجار.
أين هي أعين السلطات المحلية؟ أين هو المجلس الجماعي الذي يرفع شعار “التنمية” و”القرب من المواطن”؟ أم أن الشعارات تنتهي بانتهاء الحملات الانتخابية، ويبدأ زمن “النسيان” والتهميش؟
عدد من المواطنين عبّروا عن استيائهم الكبير مما آلت إليه أوضاع النظافة بهذه المنطقة، مشيرين إلى أن المجلس البلدي غائب تمامًا، وكأن المدينة لا رئيس لها ولا منتخبين يسهرون على المصلحة العامة. فهل يُعقل أن نعيش في 2025، ونسير وسط المزابل كأننا في زمن الطوارئ البيئية؟
الوضع لم يعد يحتمل، والخميسات اليوم لا تحتاج للخطابات الرنانة بقدر ما تحتاج إلى إرادة حقيقية ومسؤولين غيورين قادرين على انتشال المدينة من هذا المستنقع.
فمن يتحمّل المسؤولية؟ وأين هي المحاسبة؟
أسئلة نطرحها، وندرك جيدًا أن لا أحد يريد سماعها… لكن الصمت لم يعد مقبولًا.
