صوت العدالة- عبد السلام اسريفي
في إطار الجهود الوطنية الرامية إلى الحد من ظاهرة الهدر المدرسي، وتعزيز مبدأ تكافؤ الفرص وتحسين جودة التعليم، ترأس عامل إقليم الخميسات، السيد عبد اللطيف النحلي، صباح يوم الإثنين 23 يونيو 2025، اجتماعًا موسعًا للجنة الإقليمية لمحاربة الهدر المدرسي، وذلك بمقر عمالة الإقليم.
وقد حضر هذا الاجتماع الهام كل من الكاتب العام للعمالة، ورؤساء الأقسام المعنية، خصوصًا قسم الشؤون الداخلية، وقسم العمل الاجتماعي، وقسم الجماعات المحلية، إلى جانب مدير الديوان، والمدير الإقليمي لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بالخميسات، وممثلي قطاعات الصحة والتعاون الوطني، وكذا الباشوات ورؤساء الدوائر، بالإضافة إلى ممثلين عن المجتمع المدني وجمعيات آباء وأمهات التلاميذ.
تشخيص دقيق للوضع الراهن
افتتح الاجتماع بعرض شامل قدمه المدير الإقليمي للتعليم، تناول فيه المؤشرات الرئيسية للهدر المدرسي بالإقليم، حيث تم استعراض نسب الانقطاع المدرسي حسب الجماعات والمستويات الدراسية، مع التركيز على الفوارق بين الوسطين الحضري والقروي، وعلى التحديات التي تواجه عددا من المؤسسات التعليمية في ضمان استمرارية التمدرس، خاصة بالنسبة للفتيات في العالم القروي.
توصيات عملية واستباقية
في سياق النقاش التشاركي، تم تقديم حزمة من المقترحات والتوصيات الاستراتيجية التي تهدف إلى معالجة الظاهرة من جذورها، من أبرزها:
إعداد قاعدة بيانات دقيقة تضم اللوائح الاسمية للتلميذات والتلاميذ المنقطعين وغير الملتحقين، على مستوى كل مؤسسة تعليمية وكل جماعة ترابية.
تنظيم لقاءات تنسيقية محلية على مستوى كل باشوية ودائرة وجماعة، بمشاركة رؤساء المؤسسات التعليمية، وجمعيات الآباء، والجمعيات الشريكة، بهدف إعداد خطة تواصل وتحسيس موجهة نحو الأسر، لإقناعها بأهمية استكمال المسار الدراسي لأبنائها.
تفعيل الجانب القانوني عبر إخبار النيابة العامة بالحالات التي تستدعي تدخلًا قانونيًا، وذلك لضمان عودة التلاميذ المنقطعين إلى مقاعد الدراسة في إطار قانوني يحترم الحق في التعليم.
تهيئة الداخليات ودور الطالبة، وضمان جاهزيتها التامة مع بداية الدخول المدرسي في شتنبر، إلى جانب توفير خدمات الإطعام المدرسي، باعتبارها آليات رئيسية للاستقرار الدراسي، خصوصًا بالنسبة للتلاميذ القادمين من المناطق النائية.
تعزيز النقل المدرسي عبر دعم أسطوله وتوسيع تغطيته، مما يسهم في تيسير ولوج التلاميذ إلى المؤسسات التعليمية في ظروف آمنة ومناسبة.
التزام جماعي وشراكات ميدانية
أكد السيد عامل الإقليم، في كلمته الختامية، على ضرورة تعبئة جميع الفاعلين، مؤسساتيين ومدنيين، من أجل إنجاح هذه المبادرة الإقليمية، مبرزًا أن “مواجهة الهدر المدرسي ليست مسؤولية قطاع واحد، بل تتطلب تعبئة جماعية، وتنسيقًا دائمًا بين مختلف المتدخلين، بمن فيهم المنتخبون، وجمعيات المجتمع المدني، والأسر”.
كما شدد على أهمية العمل الميداني القريب من المواطنين، وتفعيل آليات الاستماع والتتبع، بهدف رصد الصعوبات الاجتماعية والاقتصادية التي تؤدي إلى الانقطاع الدراسي، واقتراح حلول واقعية تراعي الخصوصيات المحلية لكل جماعة ترابية.
نحو دخول مدرسي ناجح
ويأتي هذا الاجتماع في سياق الاستعداد المبكر للدخول المدرسي 2025-2026، إذ تسعى السلطات الإقليمية إلى ضمان انطلاق الموسم الدراسي في ظروف ملائمة، بما يكرس الحق الدستوري في التعليم، ويعزز مبدأ الإنصاف المجالي والاجتماعي في الولوج إلى المدرسة العمومية.
ومن المنتظر أن يتم تفعيل التوصيات المنبثقة عن هذا اللقاء عبر لجان محلية تعنى بالتتبع والمواكبة، لضمان نجاعة الإجراءات المتخذة، وتحقيق أثر ملموس على أرض الواقع.









