صوت العدالة /مكتب القنيطرة
أكدت العديد من نماذج المشاريع التنموية في مختلف مناطق العالم بمجالاتها الحضرية أو القروية أن المقاربة التشاركي هي أكثر فعالية في نجاح وتطوير مشاريع التنمية، وهي أساس التنمية البشرية التي تهتم بالانسان دون تمييز لجنسه أو لونه أو عرقه اومستواع المعرفي أو الاجتماعي …
فبعض السلوكات السلبية من طرف بعض الافراد والجماعات اتجاه بعض المشاريع والممتلكات العامة او الفضاءات العمومية لها مبرراتها المركبة بين ما هو نفسي اجتماعي وبين ما هو ثقافي ديني …
وعلى سبيل المثال : كسرت بعض مصابيح الانارة العمومية في احدى الحدائق العمومية بشكل متكرر وفي نفس المواقع، وبعد البحث عن أسباب هذا الفعل اتضح ان هذه الحديقة المجاورة لاحدى الثانوية هي فضاء للعلاقات الحميمية بين التلاميذ خلال النهار ومبيت لبعض المتسولين خلال الليل وهم من يقومون بكسر مصابيح الانارة حتى لا يزعجهم ضوئها وحتى لا يراهم المارة … وكان الحل هو وضع حارس ليلي بالحديقة .
أما بالنسبة لهذا السلوك التخريبي سكب زيت أسود فوق كرسي بحديقة عمومية في طور البناء هو إعلان عن رفض احد أو البعض السكان المجاورين لمشروع حديقة عموموية قرب مساكنهم، وهذا الرفض له مبرراته، لكن هذا السلوك التخريبي مرفوض بشكل مطلق، والخطأ هنا هو عدم عقد ممثلي المجلس البلدي واللجان المختصة لقاءات تشاورية مع الساكنة قبل تنزيل هذه المشاريع وجعلهم في قلب العملية التنموية وشركاء حقيقيين في حماية وتدبير الممتلكات والفضاء العام ونجاح مشاريع التنمية والتهيئة الحضرية للمدينة .
لكن ما يحز في النفس هو وجود بعض العقليات الاقصائية داخل مجلس القنيطرة كهذا النموذج الذي يميز بين سكان مدينة القنيطرة، هذا الخطاب القائم على التمييز والعنصرية من أجل كسب تعاطف “القنيطريين” على حساب اقصاء الاخر هو خطاب غير مقبول نهائيا، الغيرة على المدينة والدفاع عن مصالحها هي واجب كل مواطن مغربي ينتمي للمدينة بسكنه او مشاريعه او عمله … هذا ما يؤكد أن بعض الفاعلين هم بعيدون كل البعد عن تفعيل المقاربة التشاركية وغير مستعدين للتدبير التشاركي بسبب مشاكل نفسية ربما او عقد البحث عن التميز … حتى ولو راجت في كلماتهم وخطاباتهم الرسمية .