الجزائر..هاشتاغ #مانيش راضي يزعزع نظام العسكر

نشر في: آخر تحديث:

بقلم…عبد السلام اسريفي

انتشر هاشتاغ “# مانيش راضي” انتشارا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي، أسلوب حضاري متطور للتعبير عن سخط فئة واسعة من الشعب الجزائري على الأوضاع الداخلية للبلاد ومطالبتهم بالتغيير ، من حكم عسكري مستبد الى حكم مدني متطور ديمقراطي.

أسبوع واحد من انطلاق هذه الحملة، كان كافي لازعاج العسكر وحراس المرادية ، بل زعزعة نظام ورموز الحكم بالعسكر، الذي اتهم جهات خارجية والمغرب بشكل مباشر بالوقوف وراء هذا السلوك، متهما كل الغاضبين والرافضين للأوضاع الحالية بالبلاد إلى خونة وعملاء لما أسموه ب”المخزن المغربي*.

بل وكرد فعل ، تم تسخير أبواق النظام القائم بالجزائر من اعلاميين وشبه اعلاميين وجيش الكتروني للرد على هذا النداء،بهاشتاغ آخر اختاروا له عنوان ” # راني راضي”، مطعم بكلمات اختيرت بدقة وتم توزيعها على كل العملاء، للتشويش على مضمون الهاشتاغ الأصلي الذي عرف امتدادا كبيرا حتى خارج الجزائر.

تصرف النظام الجزائري بهذا الشكل، يترجم مدى ضعف أجهزته وعدم قدرته على استيعاب خطاب المعارضة، وخوفه الشديد من انتشار الظاهرة وخروج الشعب للاحتجاج على الأوضاع الداخلية، وتكرار سيناريو سوريا الأخير،خصوصا وأن كل المؤشرات تدل على قرب سقوط نظام العسكر في الجارة الشرقية، التي اختار قياديوها حكم البلاد بالحديد والنار، في الوقت الذي تزخر به البلاد بالخيرات، من نفط و غاز …

الهالة الإعلامية التي أقامها اعلام العسكر للرد على هاشتاغ الشعب ” أنا مارانيش راضي” تنم على وجود تخوف كبير للمخابرات الجزائرية،التي باتت تعلم أن الوضع الداخلي سيتسبب في هلاك النظام الحالي، الذي يسخر كل امكانيات البلاد لدعم مرتزقة البوليزاريو، هذا في الوقت الذي يقضي الشعب ساعات طوال في طوابير الحليب والخبز والزيت…

فأين هي القوة الضاربة التي يتغنى بنها الرئيس تبون؟وأبن هي المخابرات العسكرية أمام الانتشار الواسع للهاشتاغ؟ هل ستعتقل السلطات كل الشعب الجزائري اذا خرج للاحتجاج والمطالبة بدولة مدنية…؟ أسئلة كثيرة على طاولة النظام، الذي سيجد نفسه مستقبلا مضطرا اما للخروج والإستجابة لمطالب الشعب، أو اللحاق بالأسد بروسيا…فشرارة الثورة انطلقت، والخوف أكيد سينقص، والحماس سيزيد أمام عجز العسكر على استيعاب الخطاب الحالي واقتناعه بلغة القوة والسجن والتعذيب لارهاب المواطنين، في غياب تام لشخصية الرئيس، الذي يبقى مجرد واجهة لتمرير الرسائل وتنفيذ التعليمات الصادرة من داخل مقر العصابة الحاكمة بالجزائر.

اقرأ أيضاً: