الرئيسية آراء وأقلام الجزائر… عسكرة كرة القدم،مباراة ربع النهاية ضد المغرب نموذجا.

الجزائر… عسكرة كرة القدم،مباراة ربع النهاية ضد المغرب نموذجا.

64595f2472aae7d8f4377879 default.jpg
كتبه كتب في 12 مايو، 2023 - 12:47 صباحًا

بقلم: عبد السلام اشريفي

عرت البطولات الافريقية التي نظمتها الجزائر، الوجه القبيح لهذا النظام العسكري المنغلق،وبات العالم بأسره يعلم خبايا قصر المرادية ونوايا المقيمين به،الذين حولوا الجزائر الى حظيرة بلا حدود، الداخل اليها مفقود والخارج منها مفقود أيضا، لغياب الدولة والمؤسسات، وانتشار كل صور الفوضى،انعكس سلبا على الاقتصاد والمعيش اليومي للمواطن،الذي يضطر للوقوف لساعات للحصول على قنينة زيت أو حليب أو حتى الخبز.

مباراة أمس، التي جمعت بين المنتخب الجزائري والمغربي لأقل من 17 سنة، برسم بطولة كأس افريقيا، أظهرت إلى أي مدى، عسكر نظام تبون وزبانيته لعبة كرة القدم، كيف حولها الى وسيلة لتصفية الحسابات، كيف جعل من أطفال صغار، آلة لترجمة حقد نظام مريض بالعظمة، نظام لا يؤمن إلا بالقوة، يخاف من الانقلابات، يهاب الحراك الشعبي والشعب، نظام، قد يقدم كل ما يملك لإبعاد النقد والانتقادات، نظام يفلح فقط في تصدير الأزمات للخارج، وخلق عدو افتراضي،حتى ولو كلفه ذلك كل ثروة البلاد.

وما الاستقبال الذي خصه العسكر بتلاوينه لمنتخب الجزائر أقل من 17 سنة، بقسطنطينة، إلا دليل على ما نرمي اليه، فلا يعقل، أن تسخر كل تلك الامكانيات، وحضور كل تلك السلطات، الأمنية والعسكرية والدرك،حتى رجال المطافئ لاستقبال فريق سيلعب مباراة في كرة قدم كباقي الفرق المشاركة، وكأن الأطفال/ اللاعبون سيدخلون الى معركة وليس الى مباراة في كرة القدم، قاموا بشحنهم والضغط عليهم، بشكل، أصبح الطفل يحس بمسؤولية أكبر حتى من جسمه وعقله، ما أثر سلبا على مردودية الكثير من اللاعبين، بالاضافة الى الجمهور والحضور الثقيل في المنصة الشرفية لشخصيات عسكرية وسياسية ورياضية، يظهر،أنها كانت تنتظر الفوز، لتنال رضى المرادية وسخاء جنارالاتها.

وما يفسر هذه العسكرة الخطيرة للكرة بالجزائر والرياضة بشكل عام، أن الروح الرياضية التي اتسم بها اللقاء،والاحترام فيما بين اللاعبين والطاقم التقني، لم يعجب البعض، حيث واللاعب المغربي يحاول التخفيف عن زميله الجزائري،الذي انهار بالبكاء بسبب الخسارة، وهذا أمر طبيعي،للأسباب السالفة الذكر،تعمد مدرب المنتخب الجزائري، سحب اللاعب من يد اللاعب المغربي بشكل مستفز، الأخير بدا مندهشا من هذا السلوك، الذي يترجم حقيقة الشعارات التي تم الترويج لها في الندوات الصحفية قبل وبعد المباريات لهذا المدرب، ويظهر بشكل جلي، أن النظام الجزائري العسكري، وضع يده على كل مكونات الدولة، عسكر كل القطاعات، واقنعها أن هناك عدو واحد هو المغرب،لذلك، ضروري من محاربته والقضاء عليه في كل المجالات.

لكن، الواقع يفرض حقائق أخرى على الأرض، فكل المحاولات التي قام بها نظام العسكر لتقزيم دور المغرب، باءت بالفشل، سواء في السياسة،أو التاريخ والتراث،أو حتى في الاقتصاد والرياضة، والسبب، أن النظام العسكري، من بين أهدافه ،الحفاظ على توازنه،ولو على حساب استقرار الدولة، مسخرا لذلك،كل الوسائل والامكانيات، بما فيها خلق عدو خارجي، وتصدير الازمة الداخلية ،للافلات من الانتقادات والمحاسبة والمساءلة،أما المغرب، فهو ماض في برامجه التنموية، طور إمكانياته،واقتصاده،وفتح الباب للاستثمار الداخلي والخارجي ،واهتم ببنياته التحتية،واهتم بالانسان،بل اعتبره محور كل السياسات العمومية،يمسك بقضبة من حديد قضاياه المصيرية،بل نال اعتراف كل الدول،بفضل إرادة شعب وملك.

مشاركة