الرئيسية آراء وأقلام الجزائر خارج الجغرافيا بسبب إقصاء شنقريحة من حضور احتفالات عيد النصر بروسيا

الجزائر خارج الجغرافيا بسبب إقصاء شنقريحة من حضور احتفالات عيد النصر بروسيا

11082300
كتبه كتب في 10 مايو، 2025 - 11:18 صباحًا

صوت العدالة- عبد السلام اسريفي

تعمد الرئيس الروسي استدعاء خليفة حفتر الى جانب زعماء آخرين الحضور في احتفالات عيد النصر، وإقصاء شنقريحة في سابقة من نوعها، مع العلم، أن العسكر بالجزائر يقدم نفسه السند الروسي بشمال افريقيا، والحليف التقليدي عطفا على المرجعية الماركسية الشيوعية…،هذا الاقصاء، تسبب في فوضى داخل المرادية، كان من نتائجها دخول الفريق شنقريحة في أزمة نفسية، تقل على إثرها الى المستشفى في حالة حرجة، بل حتم على الرئيس تبون إلغاء الزيارة لروسيا رفعا الاحراج والبقاء الى جانب نصفه الآخر، خوفا من وقوع اضطرابات داخلية، ترى ما سبق هذا الاقصاء؟وما هي تداعياته؟

1. إقصاء الجزائر من دبلوماسية “عيد النصر”: رسائل روسية صادمة

  • الرمزية التاريخية: دعوة حفتر (غير المعترف به دوليًا) واستبعاد شنقريحة يُنظر إليها كـإهانة متعمدة، خاصة أن الجزائر كانت حليفًا استراتيجيًا لروسيا خلال الحرب الباردة.
  • تفسير الإقصاء:
  • عدم الجدوى الجيوسياسية: روسيا ترى أن الجزائر لم تعد قادرة على لعب دور وسيط في ملفات إقليمية (ليبيا، الساحل)، مقارنةً بتركيا أو حتى الإمارات.
  • عدم الاستقرار الداخلي: تردي صحة شنقريحة (كما تُناقل) يعكس أزمة نخبة عسكرية منهكة، مما يُضعف موثوقية الجزائر كشريك.
  • الرهان على لاعبين فعّالين: بوتين يفضل التعامل مع قوى لديها سيطرة ميدانية (مثل حفتر في شرق ليبيا) أو دول ذات قرار مستقر (مصر، المغرب).

2. انهيار الدبلوماسية الجزائرية: من “قوة إقليمية” إلى “دولة منكفئة”

  • فشل التحالفات التقليدية:
  • مغادرة المشهد الليبي لصالح تركيا وروسيا.
  • توتر العلاقات مع المغرب بعد قطع العلاقات وفشل سياسة “الحصار الدبلوماسي”.
  • تجميد الشراكة مع فرنسا بسبب ملف الذاكرة وتقلص الاستثمارات الأوروبية.
  • التبعية الروسية الوهمية: الجزائر تعتمد على السلاح الروسي (70% من ترسانتها)، لكن موسكو تتعامل معها كـسوق استهلاكية، لا كشريك استراتيجي.

3. تداعيات العزلة على الداخل الجزائري والمحيط الإقليمي

  • النخبة العسكرية في أزمة:
  • شرعية مهترئة: تمسك الجنرالات بالسلطة عبر “العدو الخارجي” (المغرب، فرنسا) لم يعد يجدي مع تدهور الاقتصاد (انخفاض الاحتياطي النقدي إلى 58 مليار دولار في 2024).
  • انقسامات داخل الجيش: صراع بين أجنحة (المخابرات ضد القيادة العامة) يُضعف اتخاذ القرار.
  • تداعيات على تونس:
  • قيس سعيد يُدفع إلى التبعية الجزائرية بسبب أزمته الاقتصادية، لكنه يخسر دعم الخليج والاتحاد الأوروبي.
  • تهديد استقرار تونس: سياسة الجزائر في دعم النظام التونسي بعيدًا عن الإصلاحات قد تُفجّر احتجاجات جديدة.

4. المغرب كنموذج مضاد: كيف استثمر الرباط في سياسة الانفتاح؟

  • مقارنة مريرة للجزائر:
    المعيار الجزائر المغرب
    التحالفات محور روسيا-إيران-جنوب إفريقيا محور أمريكا-الاتحاد الأوروبي-إفريقيا
    الاقتصاد ريعي (غاز، سلاح) متنوع (صناعة، زراعة، سياحة)
    البنية التحتية تدهور شبكة الطرق والطرق السريعة مشاريع كبرى (القطار فائق السرعة، موانئ) نتيجة المقارنة: المغرب يجذب استثمارات تعادل 5 أضعاف الجزائر (مقارنة بالناتج المحلي). 5. مستقبل الجزائر: سيناريوهات مرعبة
    • الانهيار التدريجي:
    • تمرد داخلي مع تزايد الاحتجاجات بسبب انهيار خدمات الكهرباء والمياه.
    • انفصال الأقاليم (القبائل، الجنوب) إذا فقد الجيش السيطرة.
    • تدخل خارجي محتمل:
    • الناتو قد يُعيد تنشيط قواعده في المغرب لـ”احتواء” الفراغ الأمني الجزائري.
    • روسيا قد تبيع الجزائر لمغرب أو مصر مقابل تنازلات في أوكرانيا أو ليبيا.
    الخلاصة: لعنة الجغرافيا السياسية الجزائر تدفع ثمن ثلاثية القاتلة:
    1. الاستبداد العسكري الذي يقمع الإبداع الاقتصادي.
    2. الوهم العظموي برغم عدم امتلاك أدوات القوة الناعمة.
    3. العداء للمحيط بدلًا من بناء تحالفات إقليمية.
    بينما يُعيد المغرب تشكيل جغرافيته عبر الاستثمار في البنية التحتية والدبلوماسية الاقتصادية، تختار الجزائر الانتحار البطيء عبر التمسك بخطاب الثورة البائدة. السؤال الآن: هل سينجح العسكر في إدارة السقوط أم أن الشعب الجزائري سيفرض تصحيح المسار؟
مشاركة