بقلم: عبد السلام اسريفي
تأهل المنتخب الجزائري إلى كأس العالم 2026؟ عظيم! لكن ما هذا الضجيج وكأن الكأس صارت في العاصمة؟ حفل رسمي، استقبال رئاسي، مهرجانات، شعارات وطنية، وكأن الهدف تحقق، وكأن الحلم انتهى عند تذكرة السفر إلى أمريكا وكندا!
هكذا تتحول كرة القدم في بعض الدول إلى مسرح كبير للوهم. تأهلٌ يصبح “فتحًا مبينًا”، وصورة مع الرئيس تُسوّق كأنها لحظة تاريخية. بينما الحقيقة أبسط من ذلك بكثير: التأهل ليس إنجازًا، إنه الحد الأدنى في كرة القدم الحديثة.
في المقابل، انظر إلى المغرب. بلد قرر أن يخرج من دائرة التصفيق والتمجيد الفارغ، إلى منطق العمل والنتائج. لم يحتفل فقط بالتأهل، بل رفع سقف الطموح، وصار ينافس الكبار، ويدخل المربع الذهبي بثقة. لأنه بنى، خطط، استثمر، واحترم جمهوره قبل أن يحلم بإرضائه.
الفرق واضح: هناك من يفرح بالمشاركة، وهناك من يصنع التاريخ. هناك من يعيش على بقايا أمجاد قديمة، وهناك من يصنع مجدًا جديدًا كل يوم.
الاحتفال بالتأهل وكأنه نصر كروي عالمي، هو إعلان رسمي عن فقر الطموح، وعن منظومة تعيش على “الفرحة المؤقتة” بدل العمل الدائم. كرة القدم لا تحتاج إلى خطابات ولا بروتوكولات، بل إلى مشروع… والمشاريع لا تُبنى في حفلات ولا تُدار بالعواطف.
فليفرحوا كما يشاؤون، لكن العالم لن ينتظرهم. كرة القدم لا ترحم من يعيش على الأوهام.

