الرئيسية آراء وأقلام “الثورات العربية …. الاستثناء المغربي كنموذج 2011 – 2018 “

“الثورات العربية …. الاستثناء المغربي كنموذج 2011 – 2018 “

IMG 20180607 WA0134.jpg
كتبه كتب في 7 يونيو، 2018 - 6:14 مساءً

IMG 20180607 WA0135

ذكر في كتاب التاريخ ان الامم التي لا تراجع نفسها ودفاتر مذكراتها هي امم تموت ولا تحيا !!!…
وكل من ابحر بحثا عن ارض مفقودة عليه ان يدرك انه قد يواجه العاصفة .. والتي قد يدفع حياته ثمنا فيها…!!!
ما ان تنتهي العاصفة وينجو سيجد نفسه على شاطئ مجهول ليسأل نفسه ان كانت هذه الارض المفقودة تستحق خطر الغرق في البحر ..؟؟!!
الامم التي لا تراجع نفسها هي بالتاكيد مجموعة من الشعوب لا تحسن قراءة التاريخ ولم تستفد من دروسه واحداثه واعادة صياغتها وفق معطيات الظرف الراهن وندلل على ذلك بما شهده العالم العربي مما بات يعرف ب : ” ثورات الربيع العربي ” الذي يحلو للبعض نعته ايضا ب : ” الخريف العربي ” في إشارة الى حالة الانحدار التي اعقبت هذه الثورات في مجال السياسة والاقتصاد وفي المجال الامني والاجتماعي مع الجزم ( طبعا مع افتراض برائتها ) انها قد اثرت سلبا على العالم العربي ودفعت الى مزيد من الانقسام سواء على مستوى الدول او على مستوى انقسام المجتمعات على نفسها بالاضافة الى حالات الفوضى والقتل والتدمير والتهجير القسري وانعدام الامن .
ويحلو لفئة اخرى نعت هذه الثورات ب :” الربيع العبري ” في اشارة الى نظرية المؤامرة والتي تدعي ان الثورات دُبرت لخدمة المشروع الصهيوني في هذا تجنٍّ كبير على كل من شارك في هذه الثورات ودفع فاتورة الدعوة الى التغيير ناهيك عن ما يشكله من تسطيح للامور وتسفيه لعقولنا .
من يتتبع دراسة المجتمع وحالات التغيير الاجتماعي يدرك تماما ان المجتمعات في عموماً تحتكم الى جبهتين :
1-المحافظون الذين يدفعون بالمجتمع نحو الركود والاستقرار والثبات على المعتقدات .
2-المجددون الذين يقودون دعوات التغيير ويقلبون المفاهيم والموازين في المجتمعات .
لذا فمن الطبيعي ان يكون هناك نزاع اجتماعي بين المحافظين والمجديين على الدوام ولكنه نوع من التنافس المرغوب كي تتقدم المجتمعات وتجدد دمائها بلين وسلاسة دون الحاجة الى عمليات هدم واحلال يتمخض عنها هزات اجتماعية كبيرة….وهذا ما حصل في المغرب كنموذج استثنائي لانظمة المنطقة ابان فترة ما يعرف ب : ” الربيع العربي ” ليبقى السؤال : لماذا استطاع المغرب الخروج من نفق الربيع العربي باقل الخسائر الممكنة ؟
يمكن ان نرجع ذلك باختصار الى ثلاتة اسباب :
1-قدرة الملك محمد السادس على استباق مطالي الشعب حيث اعلن بعد شهر من اندلاع الاحتجاجات الشعبية عن اصلاح دستوري شامل الشيء الذي عزز من دور البرلمان ونص على حقوق الانسان والحريات الفردية كما اعلن ايضا عن اطلاق ورش الجهوية الموسعة .
2-العمل على النهوض بالاقتصاد من خلال اوراش اقتصادية الهدف منها خلق طبقة متوسطة حقيقة .
3-العمل على الانفتاح على الاسواق الافريقية بعد ان اصبح الشريك الافريقي يعاني من الازمة الاقتصادية دون اغفال القرارات التي اتخذها الهولديينغ الملكي من تحويل استثماراته للقارة الافريقية والتخلص من صناعة المواد الغذائية كمصنع السكر كوزيمار والمساحات الكبرى مرجان وغيرها ما يشكل اتصالا مباشرا ب( قوت الشعب ).
وكخلاصة فان المغرب كسب اهم تحديين كانا يواجهانه وهما تحدي كسب ثقة المواطن وتحدي اعادة الثقة للقاعلين الاقتصاديين ولكن عليه الان المواجهة والمواجهة هذه المرة تحديٍ من نوع خاص تحدٍي طفى على الساحة السياسية والاجتماعية خلال الاسابيع الفائتة شكل صرخة خرجت من افواه ابناء الشعب المغربي معلنة غضبها من استفحال تجبر وطغيان لوبيات المال والاعمال ومافيا الفساد السياسي لترسم للعالم لوحة فاقت جمالا خطوط دافنشي وتحدت في الروعة مقطوعات موزار وبيتهوفن لوحة تعانق اغصان الزيتون سلما، وتقبل جبين الحكمة تحضرا ورقيا، ابهر العالم وبات حديث وكالات الانباء العالمية اتخد المغاربة من المقاطعة سلاحا لمواجهة من اعتادو اقامة المزادات على بضع دراهم يقتات منها مقهورو الوطن من فقراء ومحدودي الدخل استطاعو من خلال الفضاء الازرق ان يحجموا ويحصروا اسماءا بعينها كانموذج فقط لما شكل لسنوات لوغاريتم حكومات سابقة لم يستطيعو فك شيفراته لانها من نسج تماسيح وعفاريت انى لنا ان نعرفهم !!!
اليوم يقف التاريخ ليسطر بقلم الضياء ملحمة جديدة في تاريخ المغرب النضالي العريق من ابنائه البارين المخلصين له بسلمية لم يرى العالم نظيرها الا سنة 1975 ابان عهد الراحل جلالة الملك الحسن التاني وملحمة المسيرة الخضراء .
لذا اقول ناصحا كمحب وعاشق لتراب المغرب الحبيب : بدلا من الوقوف في وجه القافلة اصعدوا على متنها وساعدو في تصحيح مسارها وليكن شعارنا كلنا مقاطعون .

مشاركة