بقلم. ذ. نورالدين بوصباع
في زمن عنوانه الابرز هو التيه واللايقين، كيف يمكن للثقافة ان تعبد الطريق نحو الفهم السليم لما يجري من تحولات عميقة في البنيات الذهنية وفي الديناميات الاجتماعية…
الواقع أن التخبط بين الواقعي و الافتراضي والتمفصل مابين المصطنع والاصطناع بتعبير جان بودريارد، خلق حالة من اللاجدوى واللايقين، فعن أية ثقافة نتحدث والرهان على الانسان وقد أصبح رهينة الرقمنة أمسى أمرا صعبا؟ و عن اية ثقافة نجتهد ومنسوب الإنسانية اصبح صفرا بعد سعي إمبراطورية الشر فرض هيمنة قيمها على العالم؟
الثقافة اليوم هي ثقافة في خدمة المؤسسات اكثر من خدمة المجتمع،وهي رهينة لمكاتب الدراسات المأجورة اكثر من ارتهانها لتفكيك مآزق التبعية و الحفر في إشكالية تنمية التخلف…
الثقافة ليست لقاءات الشعر والزجل، وليست جلسات علمية لجامعيين مكبلين بالدروس الاكاديمية المخصية اكثر من الدروس الإبداعية ذات العمق النقدي…
فماذا يفيدنا اليوم ان يحدثنا باحث سوسيولوجي عن عدد الزوايا والاضرحة، او باحث في الاسلاميات يحدثنا عن فقه المقاصد او النوازل، او باحث في العلوم السياسية يحدثنا عن المؤسسات الدستورية،مع العلم ان الرهان اليوم وفي خضم الألفية الثالثة وفي ظل العصر الامبراطوري الامريكي هو ان تقوم الثقافة بفضح الغارة ضد الإنسانية خارج بهرجة الملتقيات وميكروفات القاعات المكيفة…