مما لا شك فيه ان تحقيق التكامل الانساني بالخصوص في عصرنا الحديث لا يتحقق الا بالتواصل ، وذلك على مستوى تبادل الافكار والمعلومات ليصبح السلوك الانساني صحيحا ومنضبطا قصد تحقيق الاهداف المتوخاة.
قال ابن خلدون:( ان الاجتماع الانساني ضروري بمعنى أن حياة الانسان لا تستقيم الا بالتعاون مع ابناء جنسه لتوفير الغذاء والملبس والمأوى …
وهنا تتجلى أهمية الافراد في المجتمع سواء اكانوا تابعين او متبوعين رؤساء او مرؤوسين وذلك من اجل حفظ النوع وتأمين البقاء…)
ولتحقيق بناء متكامل في كل مجال من مجالات الحياه فقد اصبح التواصل علما من اهم العلوم التي تدرس في المدارس والجامعات والمعاهد لضبط قواعده بل اكثر من ذلك قد أصبح علما مستقلا بذاته.
ان التواصل الاداري أصبح مهما وضروريا يحتم انخراط الادارة في هذا المجال الحساس لتحقيق ثقافة تواصلية بما يكفي وتجديد الادارة والانتقال بها الى وضع حداثي أفضل ويتماشى وروح العصر، كما ان التنظيم الهرمي للمؤسسات الادارية يحتاج الى التواصل فيما بينها لتحقيق وضمان حسن سيرها بما يتوافق والغايات والاهداف المترسبة في الضمير الجماعي العام للمجتمع.
وبهذا يمكن تصور ادارة في المستوى تسلك ثقافة تواصلية قادرة على حل المشاكل وايجاد الحلول المناسبة.
وفي علاقة بما تم ذكره فان الحكومة المغربية قد سبق لها وأن قررت في ميثاق حسن التدبير بان التواصل ركن أساسي في عمل الادارة وحسن استقبال المواطنين وارشادهم واقرار مبدا التصور والانفتاح على مشاكل وتطلعات الفرقاء الاقتصاديين والاجتماعيين وفتح الاداره على محيطها يندرج ضمن الاوراش الكبرى لإصلاح الادارة المغربية..
ان السؤال الذي لا زال مطروحا هو مفهوم التواصل الاداري واهم عناصره وهل هناك رغبة في الوصول الى تواصل يرقى الى مستوى الادارة المغربيه من طرف الاطر الادارية؟ وهذه اشكالية يجب العمل عليها بشكل فعال لانه يتضح جليا بان اهمية التواصل عنصر فعال في الدول والمؤسسات الاكثر تقدما لانها تعتني عناية فائقة بوسائل التواصل وتتبع احدث التطورات التقنية في هذا المجال.
عكس ضعف التواصل الذي يؤدي الى الشعور بالاحباط والانزعاج والارتباك والابتعاد وغير ذلك من المشاكل والتي اصبحنا نعيشها على أرض الواقع . وحتى اذا لم يتم التمكن من تحديد مكان انهيار التواصل على وجه التحديد فقد يشعر الانسان بضغط هذه التفاعلات.
محمد الموستني
