في خضم النقاش العمومي الذي تشهده الساحة الوطنية عقب موجة الاحتجاجات الشبابية الأخيرة، أعلن حزب التجمع الوطني للأحرار عن استعداده الكامل للتجاوب مع المطالب المرفوعة، مؤكداً أن الحوار والإنصات يشكلان المدخل الأساسي لمعالجة التحديات الاجتماعية والاقتصادية التي تواجه فئات واسعة من المواطنين.
ففي بلاغ صدر عقب اجتماع المكتب السياسي للحزب برئاسة عزيز أخنوش، شدد التجمع الوطني للأحرار على أن التفاعل الإيجابي مع التعبيرات الشبابية من داخل المؤسسات، ومن خلال أدواره التأطيرية، يُعد خياراً استراتيجياً لإرساء الثقة وإعطاء نفس جديد للإصلاحات الجارية.
وأكد البلاغ أن الإصغاء الجاد لمطالب الشارع، خاصة تلك المرتبطة بالتعليم والتشغيل والصحة، يظل السبيل الأمثل لـ”تسريع وتيرة تنزيل السياسات العمومية، وتجويد الإجراءات الكفيلة بتحقيق العدالة الاجتماعية والكرامة”.
وفي موازاة ذلك، عبّر الحزب عن تقديره للتدخلات الأمنية التي واكبت الاحتجاجات، مثمناً ما وصفه بـ”النهج النظامي المتوازن” الذي التزمت به الأجهزة المختصة وفق القوانين الجاري بها العمل، حفاظاً على النظام العام وسلامة المواطنين.
ويرى مراقبون أن موقف التجمع الوطني للأحرار يعكس محاولة للتموقع كطرف داعم للحوار ومؤمن بضرورة تأطير النقاش العمومي عبر المؤسسات، في وقت يتعاظم فيه الحضور الشبابي في الساحة السياسية والاجتماعية. كما يشير ذات المراقبين إلى أن تبني الحزب خطاب الانفتاح والإنصات قد يُسهم في تهدئة الأجواء، شريطة أن تُترجم هذه المواقف إلى خطوات عملية ملموسة على أرض الواقع.
وبهذا الموقف، ينضم حزب الأحرار إلى قائمة القوى السياسية التي أبدت تفاعلاً مع الدينامية الشبابية، مؤكداً أن الإصلاح الجاد يمر عبر شراكة حقيقية بين الدولة والمجتمع، قوامها الثقة والحوار.

