الاقتصاد التضامني نحو إقلاع معيشي بسيد الزوين _ مراكش. – لماذا منطقتنا في حاجة إلى التعاونيات؟

نشر في: آخر تحديث:


الاستاذ مصطفى امجكال

لا يخفى على كل متابع لحركية المجتمع المدني بالمغرب أن قطاع الاقتصاد التضامني الاجتماعي بات يعرف تطورا خلال السنوات الأخيرة، و أصبحت التعاونيات المحلية رافعة اقتصادية و اجتماعية غيرت من مستوى العيش في الكثير من المناطق المغربية و خاصة العالم القروي .

لقد أصبحت التعاونيات تلعب دورا أساسيا في النمو الاقتصادي لدى العديد من الأسر و الأفراد المتعاونين، و من ثم خلق دينامية اقتصادية و اجتماعية أساسها التعاون و تطوير الذات و هيكلة الصناعات اليدوية و تثمينها و الإقلاع بها و بالمنطقة أيضا.

سيد الزوين تزخر بالعشرات بل المئات من الصناع التقليديين و الحرفيين و خصوصا في صفوف النساء ممن يمتهن حرفة الزرابي أو صناعة السمار و الجلد و الخياطة و غيرها من شتى أنواع الحرف ، لكنها حرف تدور في فلك العمل الذاتي الفردي التي يفتقر إلى هيكلة و تطوير و تثمين و تسويق حقيقي يعود بالنفع على الأسر الزوينية.

ان هذه الأيادي المبدعة التي تزخر بها المنطقة تظل حبيسة مسار يومي روتيني قاتل ينطلق من سيد الزوين نحو مراكش لجلب المادة الأولية التي في الغالب ما يوفرها وسيط تجاري يعمل على تزويد النساء ( بالخدمة ) بتعويض هزيل ليقوم هو بالتسويق في أسواق المدينة أو التعامل مع الأجانب بثمن مرتفع … هذا مسار تعلمه النساء جيدا و يتذمرن منه مرارا و تكرارا ، لكن يجدن أنفسهن عاجزات عن تطوير ابداعاتهن.

لماذا نحتاج في منطقتنا العزيزة إلى تأسيس تعاونيات ؟
اولا : لتطوير مهارات الصناع و الصانعات و تثمين منتجاتهم محليا و وطنيا و دوليا
ثانيا : هيكلة كل قطاع على حدى لضمان التسويق الجيد والتخلص من تبعية الوسيط المستفيد الأكبر من مجهودات الصناع في المنطقة .
ثالثا : خلق تنافسية اقتصادية واجتماعية بين مختلف الحرفيين ، هذا التنافس من شأنه الدفع بعجلة الاقتصاد و تطوير المنتجات و بروز لمسات إبداعية محلية جديدة تكون عنوان سيد الزوين في مختلف المعارض الوطنية و الدولية .

هذه أفكار بسيطة جدا ارجوا ان تكون منطلقا لنقاش حقيقي في المنطقة نحو خلق دينامية مالية اقتصادية و اجتماعية تضامنية .

اقرأ أيضاً: