الإسلام التنويري المعتدل وهمجية داعش.
محمد الحرشي/الصويرة
بواسطة ا لحاج نجيم
لم يعرف العالم تنظيما همجيا أكثر من داعش التي تبنت أفكارا اكل عليها الدهر وشرب وأرادت أن تستنبتها من جديد في تربة غير تربتها القديمة .في القديم؛ كان الفكر محدودا بجغرافيته القبلية التي تنمط الجميع على سلوك واحد لا محيد عنه؛ وويل لمن أبدع كما يقول المثل: البدعة ضلالة
وكان الكل مجبرا على ارتداء نفس الألبسة، وترديد نفس الأقوال وتكريس نفس العادات والأعراف.
واتى العلم معتمدا على الملاحظة والتجربة والاستنباط والتحليل والتركيب ضاربا في الصميم المعتقدات الجاهزة عنذ داعش. فأصبح انسان اليوم يعلم ما في الأرحام وأصبحت المرأة تسير المجتمعات والدول، وتحولت الكثير من الكنائس الى متاحف وانتشر الحق في العقيدة الفردية بذل العقيدة
الجماعية.
كل هذا لم يرق صناع داعش ومنفذي جرائمهم الذين وجدوا الفجوة في تشبت المسلمين بتعاليم دينهم الوسطي التنويري فسربوا لهم فتاوى منسوبة إلى الرسول وتأويلات للقرآن لها علاقة بالمصالح الاقتصادية والسياسية للدول العظمى.
وللخروج من هذا المأزق الديني الذي وضعتنا فيه داعش يجب تربية اجيال المستقبل على اتباث فردانيتهم في العقيدة وسيادة القانون الوضعي على السماوي مع إعمال العقل في إدراك قوة الخالق وليس ملأ العقول بالنصوص الجاهزة والفتاوى المفبركة والأحاديث الملفقة.
