الرئيسية أخبار القضاء “الاحتفال باليوم العالمي للمرأة يضع الاستاذة ماجدة الداودي ضمن اللائحة”

“الاحتفال باليوم العالمي للمرأة يضع الاستاذة ماجدة الداودي ضمن اللائحة”

IMG 20190310 WA0136.jpg
كتبه كتب في 10 مارس، 2019 - 1:24 مساءً

الاحتفال باليوم العالمي للمرأة محطة سنوية هامة، يرد فيها الاعتبار الى العنصر النسوي قاطبة حيث يتم تكريم المرأة، لعدة اعتبارات لعل أهمها التربع على كراسي السلطة وأدوارها الريادية وأدائها و فعالياتها وانخراطها في صنع القرار إنها إذن صانعة المجتمعات و بانيتها.

الاحتفال بهذا اليوم بكل نساء العالم، يقتضي جردا وتقييما لما تم إنجازه خلال هذه السنوات، والانتقال من دولة الحق والقانون الى دولة المؤسسات ولعل أهمها خلال الفترة الراهنة احداث المجلس الاعلى للسلطة القضائية، ولا يمكننا أن نمر على هذه المؤسسة الدستورية المهمة دون أن نذكر إسما راسخا بين جدرانه، ساهمت الى جانب زملائها في ضمان استقلال السلطة القضائية بعدما تركت بصماتها في قرارات محكمة الاستئناف بأكادير؛ هي الأستاذة ماجدة الداودي رمز للعلم والعطاء والكفاءة المهنية؛ يعرفها العامة بتواضع الكبار ومهنية العظماء، هي معلمة قضائية وخزانة علمية متنقلة، كاريزما حاضرة في ميدان العدالة بشهادة الجميع تعمل بإصرار و نكران للذات وبكفاءة ومهنية عاليين، كرست في تعاملها للمفهوم الجديد للسلطة القضائية، القائم الاستقلالية والإنصات، ان الاستاذة ماجدة الداودي تستحق اليوم بكل ما تعنيه الكلمة من معنى أن يحتفى بها، فقد عملت جاهدة من أجل إعلاء كلمة الحق قصد ضمان أستقلال السلطة القضائية. 
وفي قلب العاصمة الإسماعيلية مكناس رأت النور وبها أمضت فترة غير يسيرة من عمرها. وهناك أيضا تملكها عشق جارف لفض النزاعات وإنصاف المظلومين وزجر المخالفين. عشق تحول إلى حلم ومنه إلى مشروع وبرنامج عمل.
فبعد حصولها على شهادة البكالوريا لم تتردد ماجدة الداودي في الالتحاق بمدرجات كلية الحقوق بالجامعة، حيث جاورت فصول القانون الجنائي ومواد القانون المدني وهناك أيضا خبرت دروب المساطر والإجراءات وباقي فروع القانون، إلى أن توجت مسيرتها الجامعية بالحصول على الإجازة في القانون الخاص سنة 1991.
IMG 20190310 WA0136

IMG 20190310 WA0138
ترسانة معرفية وقانونية إذن تلقتها الداودي من الجامعة سرعان ما تفوقت في توظيفها من أجل تحقيق حلم حياتها الأول، فكان لها أن التحقت بالمعهد العالي للقضاء بالرباط، وبه اجتهدت في تعميق مداركها القانونية وإغناء الملكات التي سكنتها من حب لمهنة القضاء، لتتوج مسيرتها الأكاديمية بتحقيق الحلم الذي تحول إلى مشروع. فبعد تخرجها مباشرة من المعهد العالي للقضاء سنة 1993 سيتم تعيينها بسلك القضاء بابتدائية مكناس، ومنها إلى المحكمة الابتدائية لإنزكان سنة 2001، وهي المحكمة التي مكثت فيها إلى حدود سنة 2013 تاريخ التحاقها للعمل بمحكمة الاستئناف بأكادير وفي ملفها المهني درجة استثنائية.
IMG 20190310 WA0137
وما بين تعيينها الأول في ابتدائية مكناس إلى اقتعادها مقعد قاضية من الدرجة الاستثنائية بمحكمة الاستئناف بأكادير، أمضت ماجدة الداودي عشرين سنة تقريبا في دراسة الملفات والنطق بالأحكام. حيث اشتغلت على قضايا منازعات الشغل وحوادثه وقضايا الجنحي العادي والمدني المتنوع وجنحي السير وغيرها من القضايا التي أكسبتها تجربة غنية.
لقد أمضت الأستاذة الداودي إذن مدة غير يسيرة في دروب القضاء، مسيرة لم يكن يختلف المتقاضون أمامها حول شيء أكبر من اختلافهم حول لحظة نطقها بالأحكام، حتى أن من اشتغلوا إلى جانبها يجزمون أن تعابير وجوه المتقاضين تشي بذوي الحق من غيرهم خلال اللحظات التي تسبق نطقها بالأحكام، فترى أعناق أصحاب الحق تشرئب لهفة لسماع الحكم فيما تعلو تقاسيم العبوس وجوه من ليسوا من ذوي الحق، لا لشيء إلا لكونهم يعرفون مدى نزاهة هذه المرأة وصرامتها في تطبيق القانون، حتى سميت بالقاضية الحديدية، إن هذه المرأة تستحق التكريم و التقدير و الاعتراف في هذا اليوم العالمي فهنيئا للقضاء بالاستاذة ماجدة الداودي.

مشاركة