في بادرة تضامنية فريدة من نوعها، أصبحت المغرب أول دولة ترسل مساعدات إنسانية إلى إسبانيا عقب الفيضانات الكارثية التي اجتاحتها مؤخرًا، مخلّفةً دمارًا واسعًا وخسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات.
حيث شهدت عدة مناطق في إسبانيا فيضانات عارمة نتيجة أمطار غزيرة استمرت لعدة أيام متواصلة، ما أدى إلى ارتفاع منسوب المياه وغمر الأحياء السكنية والطرق، هذا الوضع دفع السلطات الإسبانية إلى إعلان حالة الطوارئ والاستعانة بالمساعدات الدولية لمواجهة الأزمة.
فبمجرد إعلان حالة الطوارئ في إسبانيا، بادرت المملكة المغربية إلى تقديم يد العون لجارتها الشمالية،وبتوجيهات من جلالة الملك محمد السادس، تم تجهيز طائرات محملة بالمساعدات الإنسانية تشمل مواد غذائية وأدوية ومستلزمات طبية وخيام لإيواء المتضررين.
تضمنت المساعدات المغربية كميات كبيرة من الأطعمة المعلبة، الأدوية الضرورية، والمستلزمات الطبية التي تساعد في علاج المصابين ومنع انتشار الأمراض، كما شملت الخيام ومعدات الإيواء الضرورية لتوفير مأوى مؤقت للأسر التي فقدت منازلها جراء الفيضانات.
المبادرة المغربية لقيت ترحيبًا واسعًا على الصعيد الإسباني، حيث أشادت العديد من المنظمات الإنسانية بسرعة استجابة المغرب وكرمها في تقديم الدعم لجارتها إسبانيا،ورأت هذه الجهات أن هذه الخطوة تمثل نموذجًا يُحتذى به في التعاون الإقليمي والدولي لمواجهة الكوارث الطبيعية.
من جانبها عبرت وسائل الإعلام الإسبانية عن شكرها و تقديرها للمغرب على هذه المبادرة السريعة والنبيلة، مشيدة بالروح التضامنية التي أبدتها المملكة المغربية عكس باقي دول الإتحاد الأوربي التي بقيت تتفرج على معاناة الشعب الإسباني.
هذه المبادرة الإنسانية تأتي في إطار العلاقات الثنائية المتميزة بين المغرب وإسبانيا، التي تمتد جذورها لسنوات طويلة وتشمل مجالات عدة من التعاون الاقتصادي والثقافي والإنساني. وتؤكد هذه الخطوة على متانة هذه العلاقات واستعداد البلدين للتعاون والتكافل في مختلف الظروف.
هذه المبادرة الإنسانية المغربية تؤكد مرة أخرى على أهمية التضامن الدولي في مواجهة الأزمات والكوارث،وفي الوقت الذي تستمر فيه جهود الإغاثة والإنقاذ في إسبانيا، تظل المساعدات المغربية علامة فارقة في تاريخ العلاقات بين البلدين، ودليلاً على أن الأخوة والتعاون يمكن أن يتغلبا على أصعب المحن.
