الرئيسية أحداث المجتمع الأسرة و دورها في التحصيل الدراسي للمتعلمين

الأسرة و دورها في التحصيل الدراسي للمتعلمين

post 511253 316030 0.jpg
كتبه كتب في 27 نوفمبر، 2018 - 2:00 مساءً

 

جريدة صوت العدالة – الأستاذ فؤاد أبشري :فاعل تربوي

 

 

IMG 20181127 WA0058إن تربية الأجيال الصاعدة و تعليمها وتنشئتها مهام لا تقتصر على المربين و الأساتذة وحسب؛ وإنما تتجاوزهم لتشمل مختلف مكونات المجتمع الذي يعيش فيه هؤلاء الصغار من أسرة و شارع ووسائل إعلام و مجتمع مدني …، حيث أن الصغار يقضون خارج أسوار المدرسة من الوقت أكثر مما يقضونه داخلها ، و يقضون بالبيت وقتا أطول مما يقضونه خارجه، و خصوصا خلال السنوات الأولى من عمرهم . الشيء الذي يجعلهم أكثر تعلقا بآبائهم و أفراد أسرتهم أكثر من أي شخص آخر ؛وهذا ما يفسر اتخاذ الطفل لأبيه قدوة و نموذجا يتأسى به في كل تصرفاته و سلوكياته ،و يحاول تقليده في كل صغيرة و كبيرة ؛و لو سألت أي طفل عن أعظم شخص في العالم ، فمن البديهي أن يجيبك بعبارة مفادها أنه لا يوجد في هذه الدنيا من هو أعظم من أبيه .
إن هذه العلاقة المثالية التي تربط الطفل بأبويه يجب استغلالها بشكل جدي و معقلن و استثمارها في تربية أطفال ذوي شخصية متزنة و أخلاق سوية ، متشبعين بالمبادئ و القيم الإنسانية السامية ، و تهييئهم لشق طريقهم نحو النجاح في حياتهم و تحقيق أحلامهم و طموحاتهم من خلال التفوق في دراستهم و تطوير قدراتهم و مهاراتهم و صقل مواهبهم و تهذيب نفوسهم .
العلاقة بين الأسرة و المدرسة :
لا يمكننا أن ننكر أن معظم الأسر المغربية أصبحت واعية بأن تفوق أبنائها دراسيا لن يتأتى إلا من خلال ربط علاقة إيجابية مع الأستاذ و الإدارة و كل الفاعلين التربويين ، علاقة مبنية على الحوار و التشاور و التكامل .لكن هذا لا ينفي وجود عدد كبير من الأسر ، وخاصة بالعالم القروي ،لا تزال تعتقد بأن الأستاذ هو من يتحمل مسؤولية نجاح أبنائهم أو فشلهم دراسيا لكونه يتقاضى أجرا ماديا مقابل ذلك . و الأدهى من ذلك أنه لا يزال هناك آباء يعزون الفشل الدراسي لأبنائهم إلى عدم استعمال الأستاذ للعنف ، و هذا ما نلمسه جليا بصفتنا أساتذة مشتغلين بالعالم القروي ؛ حيث أنه ، وللأسف، كلما حاولنا فتح نقاش مع أحد الآباء حول تدني مستوى أحد أبنائه أو تقصيره في إنجاز واجباته المنزلية قصد معرفة الأسباب و التوصل إلى الحل الأمثل، نفاجأ بأجوبة مفادها أننا نحن السبب في كل ذلك لأننا لا نستعمل العصا كما كان يستعمل أسلافنا ، و أنهم لا يتحملون أدنى قسط من المسؤولية في ذلك ، وكل ما يجب عليهم تجاه أبنائهم هو توفير ما يحتاجونه من مأكل و مشرب و ملبس و مستلزمات التمدرس.
ما يجب على الأسرة تجاه الأبناء و تجاه المدرسة :
✓ أن يكون الآباء خير قدوة لأبنائهم بأخلاقهم و تصرفاتهم.
✓ إن يكونوا لدى الطفل صورة جد إيجابية حول الأستاذ و حول المدرسة ككل و لا يذكرون مساوئ الأستاذ أمامه.
✓ مد جسور التواصل و الحوار مع المدرسة و الأساتذة.
✓ تتبع المسار الدراسي للأبناء و كذا سلوكياتهم داخل المدرسة.
✓ تشجيع الأبناء من خلال تثمين مجهوداتهم و مكافأتهم على كل تفوق ( ولو مكافأة رمزية ).
✓ تشجيع الأبناء على تنظيم وقتهم و حثهم على إنجاز واجباتهم المنزلية .
✓ توفير مكتبة منزلية ( على قدر المستطاع ) لتشجيع الأبناء على القراءة و الاطلاع و إشباع الفضول العلمي لديهم.
✓ حث الأبناء على حسن استغلال التكنولوجيا الحديثة للإعلام و التواصل دون إفراط أو تفريط.
✓ تنظيم خرجات عائلية خلال نهاية الأسبوع من أجل الترفيه و كسر الروتين و تجديد الطاقة.
✓ البقاء على تواصل دائم مع المدرسة .

مشاركة