الأستاذ عبد القادر الشنتوف.. قاضي التحقيق الذي واجه الإرهاب بصرامة وعدالة

نشر في: آخر تحديث:

بقلم عزيز بنحريميدة

في عالم القضاء، هناك شخصيات تترك بصمتها العميقة، ليس فقط بحكم مناصبها، بل بما تقدمه من جهود وتضحيات في سبيل تحقيق العدالة وحماية الوطن، ومن بين هؤلاء يبرز اسم الأستاذ عبد القادر الشنتوف، قاضي التحقيق المكلف بقضايا الإرهاب في المغرب، الذي جسّد عبر مسيرته المهنية نموذجًا يُحتذى به في النزاهة، الحزم، والكفاءة القانونية.

منذ تعيينه في سلك القضاء، أظهر الأستاذ عبد القادر الشنتوف كفاءة عالية وروحًا وطنية لا تُضاهى ،بدأ مسيرته في النيابة العامة قبل أن يتقلد منصب قاضي التحقيق بمحكمة الاستئناف بالرباط، حيث تولى مسؤولية التحقيق في الملفات الأكثر تعقيدًا وحساسية، وخاصة قضايا الإرهاب والجريمة المنظمة.

في أعقاب أحداث 16 مايو 2003 الإرهابية بالدار البيضاء، برز الشنتوف كأحد أهم القضاة الذين تصدوا لخطر الإرهاب، حيث كُلّف بمتابعة التحقيقات في القضايا الإرهابية التي هددت استقرار المملكة. ومنذ ذلك الحين، أصبح اسمه مقرونًا بملفات مكافحة الإرهاب، حيث أدار التحقيقات بحنكة قانونية، وحرص على تحقيق التوازن بين احترام القانون وحماية الأمن القومي.

يُعرف الأستاذ عبد القادر الشنتوف بكونه قاضيًا صارمًا لكنه عادل، حيث يتعامل مع القضايا بكل استقلالية وحياد، بعيدًا عن أي ضغوط أو اعتبارات سياسية، لطالما حرص على أن تكون قراراته مستندة إلى أدلة دامغة، مما جعله يحظى باحترام واسع داخل الأوساط القضائية والأمنية، بل وحتى من قبل المحامين الذين يشيدون بنزاهته وحرصه على احترام الإجراءات القانونية.

وقد أشرف على تحقيقات مع أخطر الخلايا الإرهابية في المغرب، بما في ذلك قضايا مرتبطة بتنظيم داعش والجماعات المتطرفة، حيث كشف بحنكة عن شبكات إرهابية معقدة وأسهم في تفكيكها بفضل خبرته العميقة في تحليل الملفات الأمنية.

إلى جانب عمله كقاضي تحقيق، يُعتبر الأستاذ الشنتوف وجهًا بارزًا في المنظومة القضائية المغربية، وعضوا بارزا في الودادية الحسنية للقضاة حيث ساهم في تطوير آليات التحقيق في الجرائم الإرهابية، وأصبح مرجعًا في هذا المجال، كما شارك في العديد من الندوات الدولية حول مكافحة الإرهاب، حيث قدّم رؤى قانونية مستنيرة حول سبل التصدي لهذه الظاهرة الخطيرة.

نظرًا لمسيرته الحافلة بالعطاء، حظي الأستاذ عبد القادر الشنتوف بتكريمات رسمية من قبل المؤسسات القضائية والأمنية المغربية، تقديرًا لدوره الريادي في تعزيز العدالة وحماية استقرار البلاد. كما يُعتبر نموذجًا يُحتذى به للأجيال الجديدة من القضاة، الذين ينظرون إليه كقدوة في مجال التحقيق الجنائي.

الأستاذ عبد القادر الشنتوف ليس مجرد قاضٍ عادي، بل هو رمز للعدالة الصارمة والمستقلة في المغرب، ورجل اختار أن يكون في خط الدفاع الأول عن أمن بلاده، متسلحًا بالقانون ومبادئ النزاهة. وبينما تتواصل التحديات الأمنية، يظل اسمه حاضرًا كأحد أبرز القضاة الذين وقفوا في وجه الإرهاب، بكل حزم وعدالة.

اقرأ أيضاً: